مستقبل طاقة المحيطات

اقرأ في هذا المقال


بشكل عام إن المحيطات هي أكبر مصدر غير مستغل للطاقة المتجددة في العالم، حيث يعتقد العديد من العلماء أنه بحلول عام 2050 يمكن أن توفر طاقة المحيطات هذه حوالي 10٪ من احتياجات العالم الحالية من الكهرباء و400 ألف وظيفة، وكلها مهيأة لأن تصبح صناعة عالمية جديدة في المستقبل.

ما هي طاقة المحيطات؟

هي عبارة عن الطاقة التي يتم إنتاجها من خلال الماء (المحيطات) لتوليد الكهرباء، حيث يتم إنتاج هذه الطاقة من خلال تنقل حركة الأمواج أو المد والجزر أو التيارات الموجودة في المحيطات، وبعد ذلك يتم تسخيرها وتحويلها إلى كهرباء لتزويد معظم المباني والمنازل والمدن بالطاقة (الكهرباء)، كما تحدث هذه الحركة بشكل طبيعي عندما تصطدم الأمواج بالسواحل وتيارات المد والجزر والتدفق، والطاقة المتوفرة في هذا الماء المتحرك تسمى الطاقة الحركية والتي يمكن استخدامها لتوليد الكهرباء.

إمكانيات طاقة المحيطات

تتمتع طاقة المحيطات عادةً بإمكانيات كبيرة لتصبح مصدراً رئيسياً للطاقة المتجددة في المستقبل، ومن أجل تحسين هذه التكنولوجيا والمتانة للمعدات هناك حاجة إلى عمليات البحث والتطوير، وأيضاً لتحديد الآثار السلبية لهذه التكنولوجيا على الحياة البحرية والاستخدام البشري يلزم توفر معدات وتقنيات أكثر تقدماً.

وعندما نفكر في اتساع محيطات العالم فإنه لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ بأن الإمكانات النظرية للكهرباء المولدة من طاقة المحيطات قد تبلغ عدة أضعاف إجمالي الطلب العالمي على الطاقة، وبالطبع يجب تسخير هذه الإمكانات بأسعار تجارية تنافسية، وبالفعل يوجد هناك العديد من التقنيات المستخدمة لاستخراج الطاقة من المد والجزر والأمواج والقدرة المحتملة على المدى القريب لجعل التكاليف تنافسية.

وعلى الرغم من أن هذه التكاليف مرتفعة اليوم (0.47 يورو / كيلوواط ساعة) ولكن يمكن أن تؤدي التطورات المستمرة إلى انخفاض التكاليف إلى أقل من (0.15 يورو / كيلوواط ساعة) بحلول عام 2030، وقد تكون هناك حاجة أيضاً إلى نماذج أعمال مبتكرة تجمع بين التوليد وتربية الأحياء المائية وتحلية المياه.

تطور طاقة المحيطات

نظراً لأن العديد من التطورات التكنولوجية مكنتنا بشكل أفضل من فهم موارد تجمع المحيطات المشتركة واستغلالها، فسوف يستمر تسخير هذه الإمكانيات الاقتصادية للمحيطات بطرق جديدة؛ لتلبية الطلب على الطاقة والأمن الغذائي والمستحضرات الصيدلانية والمعادن وغيرها من الاحتياجات الناشئة.

فعلى سبيل المثال شهد عام 2008 ظهور الجيل الأول من أجهزة طاقة المحيط التجارية مع تركيب الوحدات الأولى في معظم دول العالم مثل المملكة المتحدة والبرتغال، وهذا يعني أن هناك حالياً أربع طرق للحصول على الطاقة من المناطق البحرية وهي الرياح والمد والجزر والأمواج والاختلافات الحرارية بين مياه البحر العميقة والضحلة.

كما تتبنى ايضاً أنظمة طاقة المحيطات العديد من التطورات في كيفية التقاط الطاقة الكامنة للمد والجزر وقوة الأمواج، ونظراً لأنه من المهم للمطورين عادةً الحصول على معلومات مفصلة عن خصائص إخراج الطاقة قبل التنفيذ فقد تمت حقاً دراسة التطور الزمني لمخرج الطاقة لتحسين فهم مورد طاقة المد والجزر الديناميكي باستخدام نموذج هيدروديناميكي ثنائي الأبعاد، وكمدخل أساسي لتقدير القدرة الزمنية هذا يتم أخذ تشغيل التوربينات في الاعتبار لهذه الدراسة، بينما غالباً ما تم النظر في السد المحكم للماء في دراسات الجدوى السابقة.

مستقبل طاقة المحيطات

تمتلك طاقة المحيطات القدرة على لعب دور مهم في نظام الطاقة في المستقبل مع المساهمة في الحد من انبعاثات الكربون وتحفيز النمو الاقتصادي في المناطق الساحلية والنائية، وجذبت طاقة المحيطات اهتماماً متزايداً لا سيما في الاتحاد الأوروبي الذي يحتل حالياً موقع الصدارة في تطوير طاقة المحيطات.

وتمثل ايضاً كل من طاقة المد والجزر والأمواج النوعين الأكثر تقدماً من تقنيات طاقة المحيطات، وأن الهدف الأساسي لبعض الدول في العالم هو الوصول إلى حوالي (100 غيغاواط) للقدرة المركبة على الأمواج والمد والجزر بحلول عام 2050، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف يحتاج القطاع إلى التغلب على سلسلة من التحديات والعقبات فيما يتعلق بالاستعداد التكنولوجي والتمويل وإنشاء السوق والقضايا الإدارية والبيئية وتوافر وصلات الشبكة على وجه الخصوص في المناطق النائية.

ولكن إن هذه الحواجز والمشكلات تعيق حقاً من تقدم هذا القطاع، ولهذا تم وضع عدد من مبادرات السياسات والآليات؛ لضمان أن تقنيات طاقة المحيط يمكن أن تصبح تنافسية من حيث التكلفة على المدى القصير من أجل استغلال الفوائد التي يمكن أن توفرها هذه التقنيات للعالم باكمله.

واخيراً يمكنا القول إن تطوير مثل هذا القطاع الناشئ لن يساعدنا فقط في تحقيق أهدافنا المتعلقة بالطاقة المتجددة وخفض غازات الاحتباس الحراري، بل يمكن أن يدعم النمو الاقتصادي من خلال الابتكار وخلق وظائف جديدة عالية الجودة.


شارك المقالة: