أشهر مقولات الكندي:
تميّز الكندي بكتاباته ومقولاته بشكلٍ كبير، حيث كان العديد من الناس يأخذون عنه الحكمة والمعرفة، كما أنهم كانوا يُرددون بعض من مقولاته وعباراته، ومن أشهر المقولات التي كانت مُتداولة على لسان العديد من البشر: ” لا يجب علينا الخجل من الإعتراف في الحقيقة مهما كان مصدرها حتى لو كانت من أقوامٍ سبقونا أو حتى من أجانب، فلا يوجد شيء أكثر قيمةً من الأشخاص الذين يبحثون عن الحقيقة من الحقيقة نفسها”، حيث اشتهرت تلك المقولة بشكلٍ واسع؛ وذلك لإيمان الناس بصحتها وحقيقتها.
ومن أشهر مقولاته التي ذُكرت في كتاب الكندي إلى المعتصم بالله في الفلسة الأولى” ينبغي لنا أن لا نستحي من استحسان الحق، واقتناء الحق من أين أتى، وإن أتى من الأجناس القاصية عنا، والأمم المُباينة، فإنه لا شيء أولى بطالب الحق من الحق”، إلى جانب ذلك فقد اشتهرت مقولته التالية بشكلٍ عالمي؛ ” وليتق الله تعالي المُتطبب ولا يُخاطر، فليس عن الأنفس عوض، وكما يُحب أن يقال له أنّه كان سبب عافية العليل وبرئه، فليحذر أن يقال أنه كان سبب تلفه وموته”.
هذا وقد اشتهرت مقولات الكندي التي تتحدّث عن التكفيريين حيث قال عنها: ” هؤلاء من أهل الغربةِ عن الحق، وإن توجوا بتيجان الحق دون استحقاق، فهم يُعادون الفلسفة دفاعاً عن كراسيهم المُزوّرةِ التي نصبوها من غير استحقاق، بل للترؤس والتجارة بالدين، على الرغم من أنهم عديمي الدين”.
إضافةً إلى ذلك فقد كان الكندي يؤمن بأنّ الفلسفة والنبوة عالمين مُختلفين يسعى كلٌ منها إلى الوصول إلى الحقيقة بطريقتين مُختلفتين، كما أنّه وبدأ إجراءه للعديد من الدراسات والأبحاث توصّل إلى أنّ النبي يتفوّق على الفيلسوف في طريقة سرعته ودقته حتى يتمكّن من الوصول إلى تلك الحقيقة، ومن أشهر مقولاته التي بيّنت مدى اهتمامه بالحقيقة هي” علينا أن نأخذ الحقيقة من أيّاً كان، سواء مُشاركاً لنا في الملةِ أو لا”.
كما قام الكندي في إحدى مقولاته بذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى الحزن، حيث ورد أنّه قال بها:” أسباب الحزن هي: فقدِ محبوب، أو فوت مطلوب، ولا يسلم منها إنسان؛ لأنّ الثبات والدوام معدومان”.
وفاة الكندي:
بعد أن حقق الكندي العديد من الإنجازات والإسهامات، وبعد أن انتقل إلى العديد من دول ومناطق العالم، تدهورت صحته شيئاً فشيئاً، إلى أنّه أصبح لا يستطيع الوقوف أو الاستمرار في العمل؛ الأمر الذي تطلّب وضعه تحت المراقبة لتحديد سبب انتكاسه المُفاجئ، فقد تم عرضِه على أحد الأطباء المعروفين، حيث تبيّن أنّ الكندي قد أُصيب بداءٍ خطير في ركبته جعله لا يستطيع الوقوف حتى انتقل ذلك الداء إلى باقي أجزاء جسمه، ممّا سبب وفاته والتي كانت في عام”873″ ميلادي وذلك على عمرٍ يُناهز السبعين عاماً.