مقدمة عن ابن الهيثم:
تميّز ابن الهيثم في إسهاماته وإنجازاته لا سيما في مجال الطب والفيزباء والفلك إلى جانب نجاحه بشكلٍ خاص في مجال البصريّات؛ الأمر الذي جعل تلك الإنجازات محلاً للتقدير وأساساً لبداية نقطة جديدة في مجال إجراء الأبحاث والتجارب على البصريّات وذلك بشكلٍ عملي ونظري؛ الأمر الذي جعله يُعدّ واحداً من أهم علماء ومُفكري العالم العربيّ.
دراسة علم البصريات:
كان تركيز ابن الهيثم الأكبر في مجال دراساته وأبحاثه على البصريّات، حيث كان الهدف من وراء تركيزه على هذا المجال هو تطويره وتحسينه بشكلٍ حديث، حيث بدأ في دراسة النظم البصريّة وذلك باستخدام العديد من المرايا المُتنوعة كالمُقعّرة والكرويّة إلى جانب اعتماده على التأثير البصري الذي يُمكن مُلاحظته في المرايا والعدسات، حيث يكون مبدأ عمل ذلك التأثير قائماً على أساس زيادة انكسار أشعة الضوء الساقطة على عدسةٍ مُحددة.
إلى جانب ذلك فقد تمكّن ابن الهيثم من نجاح تجاربه التي أثبت فيها بأنّ النسبة بين كل من زاوية السقوط وزاوية الإنسكار نسبة غير مُتساوية؛ الأمر الذي دفعه إلى إكمال مسيرته العمليّة حتى نجح في تقديم عدداً كبيراً من الأبحاث التي تتحدّث عن قوى تكبير العديد من أنواع العدسات.
اشتهرت أعمال ابن الهيثم في ذلك المجال؛ ممّا جعلها مصدراً للعديد من العلماء، حيث اعتمد العالِم الفارسي ثيودوربك على كتاب المناظر، لابن الهيثم الذي ساعده في الوصول إلى إعطاء تفسيراً كاملاً حول ظاهرة قوس قزح، إلى جانب اعتماد العالِم تقى الدين الشامي على أعمال ابن الهيثم لتطوير وتحديث أعماله الخاصة به.
هذا وقد اهتم ابن الهيثم في دراسة تشريح العين، وحاول جاهداً من التوصّل إلى شرح وظيفة كل منها، كما أنّه نجح في تحديد الطريقة التي ينظر فيها الإنسان إلى بعض الأشياء وذلك باستخدام عينه في نفس الوقت؛ حيث أشار أنّ الشعاع الضوئيّ ينطلق في البداية من الجسم المرئي ليصل بعد ذلك إلى العيون.
يُعتبر ابن الهيثم أول عالِم تمكّن من الوصول إلى فكرة استخدام النظارة، حيث ساهمت العديد من دراساته وأبحاثه من توفير العديد من العلاجات التي تُستخدم لحل مُشكّلات وعيوب البصر في العين، إلى جانب ذلك فقد ساهم ابن الهيثم في العديد من التجارب حتى أنّه كان أول من اهتم بدراسة تشريح عدسة العين؛ الأمر الذي جعل العديد من الدول الأوروبيّة تستفيد من تلك الانجازات في تطوير وتحسين انتاجهم وفكرهم.
البحث العلمي:
تمكّن ابن الهيثم من تحقيق نجاحاً باهراً في تأسيس قواعد وأساسيّات البحث العلمي، حيث اعتمد في نجاحها على استمرار تطبيقها واستخدامها في نظرياته وأبحاثه، حيث ساهم في توضيح خصائص وصفات الجزيئات، إلى جانب اهتمامه بشكلٍ كبير في حالة الإبصار التي استمر في مُتابعتها وذلك بالاعتماد على الترتيب والتدريج، حيث كان ابن الهيثم أول من وضع أُسس ومبادئ البحث العلمي.