نبذة عن الطوسي:
هو محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، يُكنّى بأبو جعفر، اشتهر في زمانه باسم” نصير الدين الطوسي”، كان عالماً فلكيّاً ورياضيّاً وأحيائياً وكيميائياً وفيلسوفاً، إضافةً إلى كونه طبيباً وفيزيائياً ومُتكلماً ومرجعاً للعديد من العلماء، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات في شتى العلوم والمعارف والتي كان لها درواً كبيراً وواضحاً في تقدّمه وتطوره وازدهاره.
ما زالت الاختلافات قائمة بين الباحثين حول تحديد عقيدة الطوسي، حيث أنّ هناك مجموعة من الباحثين وعلى رأسهم كل من الدكتور عبد الأمير الأزعم والدكتور كامل الشيبي وغيرهم الكثير يُصرون على أنّ الطوسي كان إسماعيلي العقيدة، في حين أنّ هناك مجموعةً أخرى كانت ترى أنّه شيعي العقيدة؛ وذلك من خلال اعتمادهم على مجموعة من الأدلة والبراهين التي أمامهم ككتابات الطوسي ومؤلفاته إلى جانب تصريحاته حول مكوثه عند الإسماعيليين التي صرّح بإنّها كانت إقامةٍ جبرية.
كان أبو جعفر الطوسي من مواليد مدينة طوس شمال شرق إيران، إلّا أنّه لم يتم تحديد تاريخ ميلاده بالشكل الصحيح؛ الأمر الذي أدى إلى استمرار الخلافات حول ذلك التاريخ، حيث أنّ أكثر المؤلفين والمؤرخين اجتمعوا على أنّه كان من مواليد عام” 597″ للهجرة، ولكن ما تم تأكيده هو أنّه كان ينتمي لواحدة من أهم وأشهر الأسر التي ظهرت في ذلك الزمان، حيث كان والده محمد بن الحسن واحداً من أشهر الفقهاء والمُحدّثين؛ الأمر الذي جعل أبو جعفر الطوسي يأخذ الكثير عن والده إلى جانب تأثره الواضح في علومه وفكره.
كان أبو جعفر الطوسي كثير التعلّق بوالده، حتى أنّه بعد وفاته بقي مُنعزلاً عن العالم لفترة طويلة، ولكنّه وبعد فترة قرر الإستمرار فيما كان والده قد توقف عنده؛ الأمر الذي جعله يبدأ بالتجوّل والسفر بحثاً عن العلم والمعرفة، فقد عُرف عنه أنّه كان كثير السفر والتنقل فقد جاب مُعظم بلاد ودول العالم، كما أنّه كان يُسافر إلى أماكن بعيدة لحضور عدداً من المحاضرات والندوات التي كان يُقيمها العديد من العلماء المشهورين حتى يتمكّن من اكتساب أكبر قدرٍ ممكن من المعرفة والعلم.
كانت ميولات واهتمامات أبو جعفر الطوسي ترتكز بشكلٍ رئيسي على علوم الفلسفة والرياضيات بشكلٍ خاص، فقد عُرف عنه أنّه كان مُلازماً للفيلسوف فريد الدين ضمد ليأخذ منه كل ما يتعلق بأمور الفلسفة، إلى جانب أنّه التقى بعدد كبير من العلماء والفلاسفة الذين كان لهم تأثيراً كبيراً وواضحاً في حياته أمثال؛ المعلم الصوفي الأسطوري المعروف في ذلك الزمان باسم العطار وغيره الكثير.
تولى أبو جعفر الطوسي العديد من المهام والمناصب التي حظي من خلالها بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس العديد من الحكّام والخلفاء والرؤوساء، حيث كان الطوسي وزيراً معروفاً ومشهوراً لدى الإسماعيلين كما أنّه كانت له مكانةً ووزناً عندهم؛ الأمر الذي جعله يبلغ عندهم رتبةً ومنزلةً كبيرة وعالية، إلى جانب ذلك فقد كان الطوسي طبيباً معروفاً بعلمه؛ الأمر الذي جعل الحاجة إليه تزداد خاصةً في فترة اندلاع الحروب.
حياة الطوسي:
انتقل أبو جعفر الطوسي في بداية حياته من مسقط رأسه في مدينة طوس مُتجهاً إلى مدينة نيسابور؛ وذلك طلباً للعلم والمعرفة، ورغبةً منه في اللقاء مع أكبر عدد من علماء تلك المدينة حتى يتمكّن من تحقيق هدفه الذي كان يطمح إلى الوصول إليه.
ولكن وبعد أن تعرّضت منطقة خراسان بالكامل إلى غزو المغول اظطر أبو جعفر الطوسي من اللجوء إلى قلاع الإسماعيلين المُحصنة هارباً من ظلم وبطش المغول، حيث لم يكن يريد التوجه إلى تلك القلاع إلّا بعد أن تم توجيه دعوةٍ خاصة إليه والتي كانت من حاكم مدينة قهستان الذي كان يهتم بشكلٍ كبير في العلماء والفلاسفة في ذلك الوقت.
ولكن وبعد فترة من احتلال المغول على تلك المدينة، وحتى بعد أن كان الطوسي لاجئاً عند الإسماعيلين، إلّا أنّه وقع أسيراً عند حاكم المغول الأكبر والمعروف باسم هوكولا الذي لم يكن له أية اهتمامات في الفلسفة ولا في الرياضيات التي كان يُتقنها الطوسي، بل أنّه كان مؤمناً بعلم التنجيم الذي كان الطوسي يُجيده أيضاً باعتباره من أهم وأكبر علماء الفلك في تلك الأوقات.
تمكّن أبو جعفر الطوسي نتيجة ذكاءه ودهائه أن يؤثّر بشكلٍ كبير على هوكولا خاصةً أنّه كان يؤمن بعلم التنجيم بشكلٍ كبير وواضح، كما أنّه بدأ يقترب منه شيئاً فشيئاً حتى اقنعه ببناء مرصدٍ فلكي كبير والذي تم انشاؤه في حوالي عام” 657″ للهجرة بعد موافقة هوكولا عليه، حيث تم اعتبار ذلك المرصد موسوعةً علمية ضخمة احتوت على أعداداً ضحمة من الكتب والمؤلفات.
أشهر مؤلفات الطوسي:
- كتاب” شكل القطاع “.
- كتاب” تجريد العقائد “.
- كتاب” تجريد المنطق “.
- كتاب” في الجبر والمقابلة “.