تاريخ القبعات عبر العصور

اقرأ في هذا المقال


إن ارتداء القبعات في تاريخ البشرية قديماً كانت عبارة عن ورقة كبيرة أو قطعة من الجلد، وهي إحدى الطرق التي حاول بها الإنسان التكيف مع الطبيعة، أما في الأوقات الحالية لها عدة أشكال وأنواع مختلفة التي أصبحت من ضمن خزانة الملابس المهمة، فهي وسيلة لاستخدام  الحماية من الظروف الجوية، وبعد ذلك بدأ في استخدام القبعات وأغطية الرأس لأغراض أخرى أيضًا. سنتطرق في هذا المقال إلى إبراز النقاط الأساسية حول مرحلة ظهور القبعات قديماً ورحلتها المشوقة عبر العصور.

تاريخ اختراع القبعات:

تم اختراع قبعة (Bowler) في عام (1849) كقبعة حارس الطرائد وهو جندي سياسي بريطاني من قبل (إدوارد كوك)، وكان تصميم تلك القبعات بأن تكون قوية ومتناسقة جيداً على الرأس؛ حتى تحمي مرتديها من الأغصان المعلقة المنخفضة وأن لا تسقط من رؤوس مرتديها عندما تهب الرياح القوية. كانت مصنوعة من شعر صلب، ولها حافة ضيقة وتاج منخفض. تم انتشارها بسرعة كبيرة في جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية.

رحلة ظهور القبعات عبر العصور:

هناك دليل على  وجود صور القبعات الموجود في كهف (الأخوة الثلاثة) في فرنسا على أن هناك رسومات يعود تاريخها إلى عام (14) ألف قبل الميلاد لشخص يرتدي شكل مثل القبعة ورسومات أخرى وجدت يعود تاريخها إلى (3200) قبل الميلاد لمجموعة من الرجال يرتدون قبعات مصنوعة من القش، أما اليونانيون اعتمدوا  قبعة تسمى (بياتوس) وهي قبعة ذات أطراف عريضة تنصع من اللباد.

وبالنسبة للإغريق استخدموا قبعات تسمى (بيلوس) مستوحاة من الفراعنة، أما القبعات في القرن السابع عشر أصبحت القبعات أكثر رومانسية، ترتبط بالفروسية والشهامة. وعند اندلاع الثورة نقلت دور الأزياء قبعات فاخرة ذات تصاميم عصرية وأنيقة.

ومع بداية القرن الثامن عشر ابتعدت عالم الموضة في تصاميم القبعات عن المبالغة بقبعات أكثر أناقة.  وعند الانتقال إلى القرن التاسع عشر تقدمت القبعات الكلاسيكية القماشية، أما القرن الحادي والعشرين كانت هناك نهضة سريعة في ارتداء القبعة؛ حيث في ذلك العصر تزامنت الحفلات سواء الحفلات الملكية الزفافية أو السهرات الاجتماعية خصوصاً في بريطانيا. وفي الوقت ذلك لقد أصبح متحف (Stockport Hat Works) هو المتحف المتخصص والوحيد في العالم لصناعة القبعات في هذا العصر، ثم بعد ذلك انتشرت القبعات بأنواعها وأشكالها سريعاً بين الطبقات المختلفة إلى يومنا هذا.

ما هي أشهر القبعات قديماً؟

من أشهر القبعات قديماً هي القبعة التي ظهرت خلال الثورة الفرنسية أطلق عليها اسم “قبعة الحرية” وهي أول خطوة كبيرة في تاريخ القبعات، كما أن هناك قصص مختلفة حول كيفية اكتشافه، ومن اكتشفه؟ ولكن تم اكتشافه في أجزاء مختلفة من العالم وفي أوقات مختلفة. بعض القبعات القديمة الأكثر شهرة هي (Stetson ،Sombrero ،Bowler ،Fedora ،Hard Hat).

إلى ماذا ترمز القبعة قديماً؟

أن رموز القبعة كانت تمثل السلطة والقوة والفكر؛ لأنها تغطي الرأس التي تحتوي على الفكر، وعند تغيير القبعة لشخص ما كانت ترمز على أن الفكر والرأي قد تغير، وكان عنوان للأشخاص النبلاء والأغنياء. وتشير القبعات المختلفة إلى أنظمة مختلفة داخل التسلسل الوراثي الاجتماعي. وعند الدخول إلى المبنى كانوا يقومون بإزالة القبعة لإظهار الاحترام للآخرين.

ما هي أسباب ارتداء ارتداء القبعات؟

لقد ذكرنا بأن القبعة هي نوع من أغطية الرأس بشكل عام، ولكن هناك سبب مختلف لارتداء الأشخاص القبعات وهي: (أسباب الحماية، الموضة، التنكر، الترفيه، الدين، الطب، التمييز بين الطبقات الأرستقراطية).

العصر الإدواردي في صناعة القبعات:

كان العصر الإدواردي عصرًا ذهبيًا لمصانع القبعات. لقد أصبحت صناعة القبعات مشهورة بشكل سريع في عالم الموضة، حيث تم ابتكار أشكال وتصاميم عديدة في صناعة القبعات، وقد انتشرت قبعات سميت بقبعات (جولييت) فكانت مميزة وأنيقة للغاية. فقد استخدم المصممون وهي: (الزخرفة، الزهور، الدانتيل، الشرائط، الريش، والطيور، اللؤلؤ، والزجاج والفاكهة الاصطناعية). وكان أبرز ألوان القبعات هي اللون الأسود والبرتقالي والأحمر والأخضر.

تغيير النظرة الاجتماعية بالنسبة للقبعات:

خلال الأربعينيات من القرن الماضي، كانت قبعة الحجاب شائعة لدى النساء العاملات في المصانع، وذلك لمنع شعر الرأس من الوقوع في الآلات. كانت ترمز القبعة في ذلك العصر للفتاة العاملة  “فتاة الأرض” إلى المجهود الحربي والوطنية والمنفعة، بينما أصبحت القبعات طوال الخمسينيات من القرن الماضي جانبًا أساسيًا لدور الأزياء الفرنسية، أما في العصور الحديثة أصبحت ارتداء القبعات مميزة وحرصوا على إعادة انتشارها على مسرح في عالم الموضة والأزياء. 


شارك المقالة: