يلتزم طرف البائع تجاه الطرف المشتري بالحيازة الهادئة، ويجب أن تكون هذه الحيازة أيضاً حيازة نافعة، وإذا كان شيء المبيع فيه عيب، فهنا لم تكن هذه الحيازة نافعة لذلك يجب على الطرف البائع أن يضمن خلو الشيء المبيع من العيوب.
ما هي شروط العيب الموجب للضمان؟
يجب أن يكون العيب خفياً، يقصد بأن يكون العيب خفياً أن لا يكون الطرف المشتري عالماً به وقت الشيء المبيع وأن لا يكون باستطاعته أن يعلم به ولو أنه فحص الشيء المبيع بما ينبغي من العناية، وقد حدد القانون المدني العناية اللازمة لفحص الشيء وهي عناية الرجل المعتاد إذ أنه لا ينظر إلى الشخص المشتري بل يعطي معياراً عام وبالتالي فإن عدم الخبرة لدى الطرف المشتري لا تبرر اعتبار العيب خفياً .
وهناك بعض العيوب يستعصى كشفها سواء على الطرف المشتري العادي أو الخبير، لأن كشفها لا يحصل إلا بعد استعمال الشيء المبيع لفترة طويلة مثل عيوب السيارات، ففي هذه الحالة يعتبر العيب خفياً وأيضاً إذا كان العيب يحتاج لكشفه خبرة غيرعادية؛ فالعيب يعتبر خفياً لا ظاهراً يوجب الضمان وبالتالي، فغن خفاء العيب هو ما لم يكن بوسع الطرف المشتري كشفه ويتأثر ذلك بصفة الطرف المشتري من جهة وبطبيعة الشيء المبيع من جهة آخرى.
فعندما يشتري الشخص المهني ما يدخل في نطاق صنعته أو مهنته فلا يمكنه ادعاء وجود عيب خفي كأن من المفروض أن يعرفه نتيجة لخبرته، وتؤثر طبيعة الشيء المبيع على إتساع العيب أو ضيقه، فمفهوم العيب يضيق مداه في الأشياء المستعملة فحتى يعتبر العيب خفياً فيها يجب أن يتجاوز حدود ما هو متوقع في الشيء المستعمل.
ويبقى البائع ضامن للعيب حتى لو كان بمقدور المشتري كشف العيب بالفحص العادي في الحالتين الآتية:
1- إذا أثبت الطرف المشتري أن الطرف البائع قد أكد له خلو الشيء المبيع من العيب وإن كان في وسعه تبين العيب بالفحص.
2- إذا أثبت الطرف المشتري أن الطرف البائع قد تعمد إخفاء العيب غشاً منه كما لو كان العيب عبارة عن كسر في محرك السيارة وقام الطرف البائع بإخفاء هذا الكسر باللحام والطلاء.
