الفرق بين الأمن القومي والأمن الوطني

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الأمن القومي والأمن الوطني:

لا شك أن أزمة ثقافة السلامة هي أزمة أفكار تتجاوز وجهات النظر ولكنها تختلف في المحتوى الأساسي. ويظهر الاختلاف بين مفهوم الأمن بالنسبة للدولة والأمن بالنسبة للوطن في هذه الحالة؛ لأن بعض الدول تستخدم مصطلح الجنائي الدولي ليعني أمن دولة، بينما تميل دول أخرى إلى فصل الأمن القومي في مفهوم أمن الدولة، والأمن القومي هما مصطلحان محددان لأمن العديد من البلدان ذات القدرات أو المصالح المحددة. ولا يمكن أن تستمر الحدود بين الأمن القومي والأمن الوطني في التداخل. ومن غير المقبول الاستمرار في التعامل مع هذا الواقع.

يقف مفهوم الأمن القومي على الحدود السياسية لكل دولة، كصورة مثالية للتطور السياسي، سواء كان في الدائرة العربية أو في الدائرة الدولية، يمكن أن يمارس على أساسه. ويمكن إرجاع أصل استخدام مصطلح “الأمن القومي” كمرادف لـ “الأمن القومي” إلى المنهجية الغربية، التي تقف من الناحية المفاهيمية على حدود كيان سياسي وقانوني محدد بوضوح، وقبل كل شيء مصالح الأمن المحلي والوطني.

والواقع، فإن إنشاء دولة كصورة حديثة لمجتمع سياسي تقوم على مفهوم الأمة المرتبط بمفاهيم السيادة ووحدة الانتماء والخطر والمصير والحيازة، لكل دولة عربية أمنها القومي، بما في ذلك خصائصها الوطنية المختلفة وحساباتها الداخلية والخارجية في علاقاتها الدولية والثنائية. وإن التطور الأعلى لمفهوم الأمن القومي هو بناء دولة ذات سيادة وأمة، وقد تم الارتقاء بالعلاقة من الولاء الشخصي إلى ولاء المواطن وولائه للوطن، ومن أجل مصلحة الأمن القومي وتعزيز ساحة الأمن المشترك بين الدول.

الفرق بين الأمن القومي والأمن الوطني:

لا يوجد تشابه بين الأمن القومي والأمن الوطني ولا يوجد تناسق بين القومية والدولة، ويصعب تفسير مصطلح الأمن القومي على أنه تعبير عن الدولة القومية وعزو القومية للأمن. وفي مجالاتها المتعددة. ويمكن إرجاع التبني الدولي لمصطلح الأمن القومي إلى نهاية الحرب العالمية الثانية وإصدار قانون الأمن القومي الأمريكي في عام 1947 والذي يتضمن البحث الاستراتيجي والتخطيط السياسي وبناء رؤية للمستقبل.

وقد اتسع نطاق تبني هذا المفهوم في بعض الدول العربية لتتماشى مع القومية العربية التي ظهرت في أوائل القرن العشرين، في شكل ثورة ضد حكم الإمبراطورية العثمانية ومن ثم نضال ضد الحكم الاستعماري. ولقد تغير المفهوم التقليدي للأمن القومي وتم تعديله في العقدين الماضيين لتطور ومواكبة وتيرة التغيير الدولي. وهنا لا نتطرق إلى فكرة “افتقار العرب للمبادرة”، بل ما يمنع الخبراء من إعادة تقييم فضاء أمن الدول العربية في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية.

وكان انتهاء الحرب الباردة عام 1989 وانتشار الإرهاب العابر للحدود المتمثل في تنظيمي “القاعدة” و “الدولة الإسلامية” نقطة انطلاق جديدة لفحص هذا المفهوم ومدى توافقه مع “الدولة الإسلامية” على المستوى الدولي. وهنا تبين مفهوم الأمن القومي. ولا شك في أن تطوير جامعة الدول العربية وإصلاحها سيدعم التكتلات الإقليمية العربية في اتحاد المغرب العربي ومجلس التعاون الخليجي ويؤسس تكتلاً شرق أوسطياً يضم دولة مصر ودول الهلال الخصيب وينشط التكامل الاقتصادي العربي، حيث أصبح أمرًا ضروريًا ولا غنى عنه.

وإذا كان التحدي الحالي هو تقسيم العالم العربي والتحريض على التمرد ونشر الفوضى فيه، فقد أصبح الأمن القومي العربي مظهراً من مظاهر ثلاثة وهي كالتالي:

  • الحق في الدفاع عن النفس والقدرات العسكرية ذات الصلة؛ لأن دول المنطقة يجب أن تكون على استعداد في أي أزمة تمر بها أي دولة. وهذا يعني (التعاون والانسجام بين الدول العربية).
  • استناد الحق في التنمية والبناء إلى حقيقة أن جميع أجزاء المنطقة العربية متكاملة.
  • الحقيقة المشرقة والمخفية هي الحد المطلق لقدرة الدول العربية على التعامل مع الأخطار التي تهدد أمنها القومي. وللأسف لم يتم الاستفادة من نهج البُعد الجغرافي ولم يُؤحذ دروساً من التجارب الدولية السابقة؛ لأن الأمن القومي ما زال مجرد تطلعات عربية وغيابه يخلق فراغاً لأطراف إقليمية ودولية لبلدان كبيرة.

الأمن القومي يشمل أمن الوطن ككل، ويحمي البلاد من الأخطار الخارجية وهو تابع لأجهزة الدولة العُليا ويضمن سلامة سفارات الدولة الأجنبية وأجهزة الدولة وغيرها من المرافق الخارجية. وأما بالنسبة للأمن الوطني فهو الأمن الذي يقتصر على الأمن الداخلي للبلاد، وهو مرتبط بسياسة الحكومة وهو في الواقع تابع لإحدى المنظمات الوطنية، مثل الجيش الوطني ووزارة الداخلية.


شارك المقالة: