عوارض الأهلية في القانون

اقرأ في هذا المقال


ما هي الأهلية؟

الشخص الطبيعي هو الشخص المخوّل قانونًا بالتمتع بالحقوق والالتزام بالالتزامات، تمامًا كما لم يعترف به البشر كشخص اعتباري في العصور القديمة، بل كان ينظر إليه على أنه مجرد عبدًا من العبيد، لكن تغيرت هذه النظرة إليه في الوقت الحالي، حيث تبدأ شخصية الإنسان منذ ولادته حيًا وتنتهي بالموت. وترتبط أهلية الشخص بشخصيته القانونية. ولذلك، طالما أنه لا يوجد دليل على التأهيل القانوني، فإن كل فرد يتمتع بالمؤهلات القانونية ويتمتع بحقوقه ويتحمل الالتزامات.

تعريف الأهلية:

تعرف الأهلية على أنّها”خاصية يسمح القانون للشخص بتقديرها بحيث تجعله مناسبًا لإثبات حقوقه أو تأكيد التزاماته وتصحيح سلوكه، تنقسم قدرات الشخص إلى نوعين: القدرة على أداء الالتزامات والقدرة على الأداء ومن بينها، تتوافق قدرة الالتزام مع شخصية الشخص. وصفة الواجبة تشير إلى: “درجة قدرة الشخص على أن يصبح شخصًا صالحًا أو أن يتولى واجبات”، لأن أهلية الواجب تبدأ من الولادة حتى الموت.

لذلك يكون الشخص دائمًا شخصًا قادرًا على الحصول على الحقوق، بغض النظر عمّا إذا كانت هذه الحقوق لا تتطلب قبولها كوصايا وهدايا، ومن ثم يمكن للشخص أن يتمتع بهذه الحقوق من الآخرين، بغض النظر عما إذا كان مؤهلاً لقبول هذه الحقوق. وأما إذا لم يكن مؤهلاً لقبول هذه الحقوق، فهذا يتوقف على قبولها. ومثال على ذلك عقد الهبة، فإن وليّ الصغير غير المميز هو الذي يتولى إبرام مثل هذه العقود، أما بما يقع على عاتقه من التزامات، فإن مسؤولية كل شخص تقوم إذا قام بالإضرار بغيره، وإذا أبرم عقدًا وجب عليه تنفيذه، فيجب أن يتحمل الشخص جميع الالتزامات الناشئة عن مصادر الالتزامات والتي نص عليها القانون.

إذا كان الشخص مؤهلاً للاضطلاع بهذه الالتزامات، فسيكون مسؤولاً عن هذه الالتزامات، ولكن إذا لم يكن لديه مثل هذه الالتزامات، على سبيل المثال؛ هناك علامة على المؤهلات القانونية يمكن تحمل هذه الالتزامات من خلال ممثله القانوني.

ما هي عوارض الأهلية في القانون؟

قد يعاني الإنسان من العديد من الأعراض التي قد تؤثر على مؤهلاته، وهذه خاصية غير ذاتية تضعف قدرة الشخص على الأداء، لأن الشخص قد يبلغ سن الرشد، ولكنه قد يتعرض لعيوب قد تنتهكه، وفيما يلي الأعراض القانونية:

  • الجنون: يعرف الجنون بأنه “اختلال توازن القوة الذي يميز الخير عن القبيح، فهذه الأشياء تعرف العواقب فتعلق أفعالها ولن تظهر آثارها وكما يتم عدم تمييز الإيجابيات والسلبيات”.
  • الخرف: يعتبر الخرف اضطرابًا عقليًا، ويعتبر المعتوه قليل الفهم وفاسد التدبير ومختلط الكلام، ويعدّ المعتوه كالمجنون محجورًا لذاته، فهو يتمتّع بأهلية أداء ناقصة تسمح له بإبرام العقود النافعة نفعًا محضًا دون العقود الضارة ضررًا محضًا، أما العقود الدائرة بين النفع والضرر فتكون موقوفة على إجازة الولي أو الوصي.
  • السّفه والغفلة: يعرف الفقهاء السفيه على أنّه (من اعتاد على الاستهلاك المقتصد والإسراف إذا لم تكن أفعاله قصدًا). وأما ذو الغفلة فإنه يعرف: “الذي يصدق بكل ما يقال عنه، ولا يهتدي إلى التصرفات الرابحة المفيدة فيغبن السلامة قلبه”، ويعتبر السفيه وذو الغفلة غير محجور لذاته بل يجب صدور قرار بالحجر عليه من المحكمة المختصة، أما إذا تم الحجر عليهم فتعدّ تصرفاتهم كحكم تصرفات الصغير المميز، أمّا تصرفاته قبل الحجر فتعد صحيحة ونافعة.
  • العاهة المزدوجة: هم الأشخاص الذين لا يستطيعون التعبير عن رغباتهم هم الصم والعميان والبُكم. ويسمح القانون للمحكمة بتعيين وصي لمساعدته، وهذا الشخص مؤهل تمامًا ولا يمكن للوصي أن يكون حاضرًا إلا كمساعد ولا يمكنه التعبير عن رغباته نيابة عنه.
  • الغائب والمحكوم بعقوبة جنائية: هذه آخر علامة على المؤهلات القانونية، وهذا الوضع لن يجعل الشخص غير مبالٍ أو غير قادر على التعبير عن رغباته، بل سيمنعه فقط من ممارسة الأمور المهمة، لذلك فتعين له المحكمة قيمًا لممارسة شؤونه.

ما هي أهلية الوجوب؟

من الضروري معرفة أنواع الأهلية، لأن هناك نوعين من الأهلية: الأهلية الأداء، والأهلية الالتزامات، حيث تُعرَّف الأهلية الالتزامات على أنها: “مدى حقوق الشخص والتزاماته تجاهه “هذه القدرة مرتبطة ببقاء الإنسان على قيد الحياة. فعند اكتشاف الشخص، سواء كان شخصًا طبيعيًا أو شخصًا معنويًا، فإنه يكتشف التزاماته. بالنسبة للأشخاص الاعتباريين، يجب أن يتم تأسيسها من خلال الإجراءات القانونية المنصوص عليها في القانون، مثل المؤسسات والشركات والجمعيات.

أما الشخص الطبيعي فله أهلية الإلزام من تاريخ ولادته إلى يوم وفاته، ويتمتع خلال هذه المدة بكامل الأهلية للالتزام باستثناء الأجنة ذات الالتزامات المنقوصة، ولا يتمتع بالواجب إلا بالإرث أو الوصية المنصوص عليها في القانون.

ما هي أهلية الأداء؟

تعرّف أهلية الأداء بأنها “قدرة الشخص على استخدام الحقوق التي يتمتع بها”، يشير إلى درجة قدرة الشخص على أداء أعمال ملزمة قانونًا. لذلك؛ فهو الفرق الأساسي بين القدرة على الأداء ومؤهلات الالتزام. ويعني التأهيل الالتزام أكد الشخص المستوى المناسب لحقوقه وواجباته، أمّا أهلية الأداء فتعني صلاحية الشخص لاستعمال هذه الحقوق التي ترتبت له، وعليه فإن مناط أهلية الأداء معيار الإدراك والتمييز، فالصبيّ غير المميز يتمتع بأهلية الوجوب دون تمتعه بأهلية الأداء، حيث إنّ الشخص متى ما تمتع بأهلية أداء حيث تترتب له كامل الصلاحيات في ممارسة حقوقه، فإنّه في الوقت نفسه يتمتع بأهلية وجوب كاملة، والعكس غير صحيح.

المصدر: عباس الصراف، جورج حزبون (2014)، المدخل إلى علم القانون (الطبعة الخامسة عشرة)، عمان-الأردن: دار الثقافة للنشر والتوزيع، صفحة 163-164عدنان السرحان، نوري خاطر (2012)، شرح القانون المدني مصادر الحقوق الشخصية الإلتزامات (الطبعة الخامسة)، عمان-الأردن: دار الثقافة للنشر والتوزيع، صفحة 118-122. صلاح الدين الناهي (1984)، الوجيز الوفي، عمان: مطبعة البيت العربي، صفحة 64.عبدالمجيد الحكيم (1993)، الكافي في شرح القانون المدني، عمان: الشركة الجديدة للطباعة، صفحة 278، جزء 1.


شارك المقالة: