لاشك أن فكرة الحدود الدولية وترسيمها وتخطيطها مرت بأدوار ومراحل مختلفة حتى وصلت إلى شكلها الحالي. وتتكون الدفاعات عادة من قبائل شاسعة، بينما تشكل الأنهار والجبال والصحاري القاحلة منطقة فصل بين القبيلتين لمنع الخلافات بينهما. والمنطقة لها مكانة خاصة، والقبائل المجاورة غير قادرة على احتلال المنطقة خوفاً من القبائل الأخرى. وكانت الفكرة السائدة في ذلك الوقت هي المنطقة الحدودية، والتي تضمنت ظواهر طبيعية.
تعريف الحدود الدولية:
الحدود الدولية: هي تلك الخطوط أو النطاقات التي تشكل خريطة الوحدات الدولية (السياسية والاقتصادية والاجتماعية)، ولكن يجب مراعاة قواعد الحدود الدولية هذه والامتثال لها بشكل إلزامي.
تتلخص منهجية هذه الدراسة من خلال استخدام الأساليب التحليلية والتاريخية، مع الأخذ بالفقه الإسلامي ومدارسه المختلفة كنظام، ومقارنة القانون الدولي العام بآخر. في تعريف مفهوم الحدود الدولية، أصل الحدود وتطورها، التقسيمات الإقليمية (الأرض، البحر، أعلى وأسفل)، قواعد تقسيم الحدود ومبادئ الاستقرار، تم تلخيص محاور هذه الدراسة أيضًا.
من أهم نتائج هذه الدراسة ما يلي: نشأت فكرة الحدود الدولية من ظهور التكاثر البشري، ولكن بسبب متطلبات اليوم المختلفة ولأسباب الدول الغربية، لم تصل هذه الفكرة إلى ذروة النضج القانوني. وكما أن مجتمع الفقه الإسلامي لا يهتم بفكرة إقامة حدود دولية لأنه معني بإيصال صوت الإسلام إلى الجميع دون تمييز. ومع ذلك، فإن مذهب الشريعة الإسلامية لا يتعارض مع مبادئ الاتفاقية الإسلامية القائمة على الشريعة الإسلامية، أي النظر إلى الحدود الدولية وفقًا لمبادئها القانونية.
طرق ترسيم الحدود:
يحدد القانون الدولي ثلاث طرق لترسيم الحدود وهي كالتالي:
- تحديد حدود منفصلة: تحدد الدولة حدودها من خلال فصل أراضيها عن النطاق الدولي، وحتى إذا حلت العقود الدولية محل الإرادة الأحادية بشكل تدريجي، فهذا ما تفعله الدول عادة فيما يتعلق بحدودها البحرية.
- ترسيم الحدود بالإجماع أي بالاتفاق: أبرمت الدول المجاورة اتفاقيات لترسيم الحدود، والتي غالبًا ما تنتهي بنزاعات على مناطق معينة.
- تحديد الحدود من خلال التحكيم القضائي أو الدولي: عندما فشلت المفاوضات بين الدول في التوصل لاتفاق ودي لترسيم الحدود. ومثال على ذلك ليبيا وتشاد بعد حكم المحكمة في 4 أبريل 1994. واتفاقية الحدود بين البلدين، والخلافات الدولية بين البلدين في هذا الشأن.