ما هو التحكيم الدولي؟

اقرأ في هذا المقال


في ضوء الاهتمام الدولي الواسع بالتحكيم، ظهرت العديد من مراكز التحكيم الدولية والإقليمية، ويعتبر التحكيم البديل الأنسب للسلطة القضائية الرسمية، أي أنه ينهي النزاع بحكم تحكيم حاسم، ولا يمكن استئناف الحكم بأي شكل من الأشكال. والتحكيم وسيلة قانونية تقوم على وجود اتفاقيات خاصة لحل النزاعات. ولا يجوز للأطراف المتعاقدة اللجوء إلى التحكيم في الأمور المدنية والتجارية، إلا إذا كان للأطراف إرادة حرة وواضحة وإبداء نزاعهم في اتفاق التحكيم وفق أنظمة خاصة وإدراجهم في اتفاق كتابة التحكيم.

تعريف التحكيم والتحكيم الدولي:

  • التحكيم الدولي: هو الطريقة الرئيسية لحل وتسوية النزاعات الناشئة عن الاتفاقيات التجارية والعلاقات الدولية. ومثل التحكيم العام، يعتمد التحكيم الدولي على العقد، ممّا يعني أن الطرفين قد قررا تقديم نزاع بحيث يتخذ الطرف المتنازع أو محكم واحد أو أكثر يتم اختيارهم نيابة عن الطرف المتنازع قرارًا ملزمًا. وعادة ما يحتوي العقد بين الطرفين على أحكام تتعلق بالنزاعات المستقبلية. والموافقة على التحكيم الدولي هو تمكين الأطراف المتنازعة من خلفيات قانونية وثقافية مختلفة لحل نزاعاتهم دون إشراك الإجراءات الشكلية لكل نظام قانوني.
  • التحكيم: هو وسيلة قانونية لحل النزاعات المحلية والدولية، فبالإضافة إلى تشريعات وأعراف التحكيم في معظم دول العالم التي تعترف وتنفذ أحكام التحكيم في الاتفاقيات الدولية، تلتزم بعض الدول أيضًا بالأحكام المتعلقة بالتحكيم في الفصل الرابع من الإجراءات المدنية والتجارية يتم وضع أحكام للتحكيم.

ويمكن أن يكون التحكيم ضمنيًا بقبول التزام الأطراف بشروط نموذج العقد بما في ذلك شرط التحكيم، ويمكن أيضًا حلَّه بالموافقة على اللجوء إلى التحكيم وفقًا لشرط التحكيم من تاريخ بدء التحكيم، أو أي تحكيم واضح وحاسم لجميع المنازعات التي قد تنشأ مع نزاع آخر يتعلق بالعقد. وربما يتم الموافقة على اللجوء إلى التحكيم بعد حدوث النزاع، وبالتالي يتم الموافقة على إنهاء النزاع من خلال التحكيم، من أجل تقصير الوقت ومنع النزاعات، وتوفير الطاقة والوقت والمال من خلال توفير النفقات.

ويعتبر العصر الحالي عصر نهضة التحكيم وازدهاره، حيث انتشرت مراكز التحكيم في جميع دول العالم لتلعب دورًا فاعلًا في حل النزاعات، ويكون نظام التحكيم بين رعايا دولة ما وعلى مستوى التجارة الدولية. وبناءً على فلسفة محددة وواضحة، فإن إرضاء الخصوم وموافقتهم على تكليف شخص أو أكثر بتكليفهم بحكم ملزمة، سواء كان ذلك بسبب علاقة تعاقدية أو غير تعاقدية، من قبل الدولة تُفرض من قبل السلطة العامة الداخلية لحل الخلافات بين الطرفين.

ويفترض نظام التحكيم أن يوافق الأفراد على الحصول على الاختصاص القضائي من محاكم الولاية وعدم رفع النزاعات معهم بموجب الاتفاق المتبادل بين الدول، وطالما وافقوا على اللجوء إلى التحكيم، لا يجوز لأحد أطراف النزاع رفع النزاع وعرض النزاع على محاكم الولاية؛ لأن هذا تعدّي لم يتوصل بعد إلى توافق. ومبدأ تقديم المنازعات بين طرفي التحكيم هو أن “العقد هو شريعة المتعاقد”.

ويفترض التحكيم أن الفرد لديه ثقة ومعرفة بشخصية واحد أو أكثر من المحكمين الذين يختارون حل النزاع. ولا تفرض صفة المحكم على الخصم، بل تقوم على الفعل الاستباقي للخصم والاختيار على أساس الثقة الشخصية للمحكم، لذلك عادة ما يتم تشكيلها في الممارسة. وعدد هيئات التحكيم هو رقم فردي، مثل واحد أو ثلاثة. وإذا كانت هيئة التحكيم تتكون من ثلاثة محكمين، يختار الطرفان محكمًا واحدًا، ويتفق المحكمان على اختيار المحكم الثالث. وهذا ما يسمى الاحتمال المحكم.

فالتحكيم هو نظام توافقي يمكن من خلاله للمشرعين أن يجعلوا من الممكن للأفراد حل النزاعات بين بعضهم البعض في إطار الاتفاق والتفاهم المتبادل، بدلاً من البيئة والجو والثقة المتبادلة بين الطرفين المحاكم والسلطات العامة في بيئة يتم فيها تحقيق العدالة القضائية.  ولا بد من القول إن منازعات التحكيم قد تسبب بعض المعوقات بسبب عدم الأمانة الشخصية، وتظهر هذه العوائق بعد حدوث النزاع، أو أن الأطراف ليس لديهم خبرة كافية في تنظيم بعض القضايا الأساسية، ويلاحظ من ذلك أن المشرع وقد تم اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية للتعامل مع هذه الاحتمالات منذ بداية الخلاف.

وحتى يتم إنهاء التحكيم، يخول المشرع السلطة القضائية للعب دور فعال في مساعدة هيئة التحكيم على التغلب على المشاكل التي قد تواجهها. وتفتقر هيئة التحكيم إلى السلطة القانونية المملوكة لمحاكم الولاية، مثل التعويض والإجراءات الإلزامية (مثل توقيع الحجز الوقائي أو الحجز الإداري). وتتعلق المتطلبات الأساسية للعدالة بالنظام العام، ولذلك يمكن القول أن عدالة التحكيم تعمل في نطاق العدالة القضائية الوطنية، وأن العلاقة بينهما تقوم على التعاون والدعم لتحقيق الهدف العام.

مميزات التحكيم الدولي:

في الخمسين عامًا الماضية، زادت شهرة التحكيم الدولي في المجال التجاري، وخاصة في المجالات الأخرى. وهناك العديد من الأسباب التي تدفع أطراف النزاع إلى حل نزاعاتهم الدولية من خلال التحكيم. ويشمل الرغبة في تجنب عدم الدقة وتجنب الممارسات المحلية المتعلقة بالمحاكم الوطنية. سبب آخر هو أنه بالإضافة إلى التنفيذ الملزم بشكل عام لاتفاقيات وقرارات التحكيم الدولية، يريد الناس أيضًا قرارات أسرع وأكثر فعالية. بالإضافة إلى المزايا السابقة، يتمتع المحكمون أيضًا بخبرة تجارية واسعة، وحرية الأطراف في اختيار وصياغة إجراءات التحكيم، والسرية الكاملة للإجراءات والمزايا الأخرى.

أنواع التحكيم:

في ضوء الأهمية المتزايدة لنظام التحكيم على الصعيد الدولي والصعيد المحلي، وتأكيدًا على رغبة الأفراد في نشر النظام بأفضل طريقة لحل النزاعات بالطرق السلمية، فضلًا عن رغبة الدول في تشجيع الاستثمار، من ناحية أخرى، هناك تغطية لجميع النزاعات. وضرورة وجود عدة أنواع من التحكيم يختارها الأفراد، فمن ناحية، قد يكون التحكيم مجانيًا، وقد يكون مؤسسيًا، وقد يكون اختياريًا، وقد يكون إلزاميًا، وأخيراً، قد يكون التحكيم وطنيًا جنسيًا وربما دوليًا، وفيما يلي شرح مبسط لكل نوع من أنواع التحكيم:

التحكيم الحر والتحكيم المؤسسي:

  • أولاً: التحكيم الحر: من خلال هذا النوع من التحكيم، يمكن للمتقاضين أن يقرروا بحرية تامة القواعد والإجراءات التي يختارون اتباعها من أجل حل نزاعاتهم مع المحكم وفقًا لهذه القواعد (سواء كانت إجرائية أو موضوعية) ويتم إجراء الموقع بطريقة لا تتعارض مع القواعد الإلزامية أو النظام العام.
  • ثانياً: التحكيم المؤسسي: تجري المؤسسات والمنظمات الدولية أو الوطنية التحكيم وفقًا لقواعد وإجراءات راسخة ومحددة مسبقًا، على النحو الذي تحدده الاتفاقيات أو القرارات الدولية المنشئة لهذه المؤسسات. وفي التجارة الدولية، تتخصص بعض المراكز في مجال معين، مثل تجارة القطن أو تجارة الحبوب، وبعض المراكز مسؤولة بشكل عام عن التحكيم في جميع جوانب الأنشطة التجارية، وبعض المراكز وطنية، مثل تحكيم باريس.

 التحكيم الاختياري والتحكيم الإجباري:

  • أولاً: التحكيم الاختياري: عندما يكون للفرد الحرية الكاملة في رفع نزاع حول قضية معينة أمام القضاء أو الموافقة على رفع نزاع في هيئة تحكيم، يكون التحكيم طوعياً، والاتفاقية توضح كيفية إجراء التحكيم وإجراءاته وكيف تعيين المحكمين. وفي المواد المدنية والتجارية المنصوص عليها في الفقرة الأولى من المادة (4)، تنص على أن “يستمر التحكيم في فترة التحكيم في أحكام هذا القانون من قبل أطراف النزاع وفقاً لإرادتهم الحرة، بغض النظر عما إذا كانت إجراءات التحكيم مبنية على اتفاق الأطراف. وسواء كان الحزب منظمة أو مركز تحكيم دائم”.
  • ثانياً: التحكيم الإجباري: في هذه الحالة، لم يكن لدى الأطراف الذين لجأوا إلى التحكيم ولا الأطراف الذين اختاروا المشاركة في التحكيم إرادة الأطراف، وأصبح التحكيم نظامًا مفروضًا عليهم، وفي معظم الحالات يكون إلزاميًا ويتم التحكيم وفقًا للقواعد الإلزامية المتعلقة بالنظام العام ولا يمكن الاتفاق على انتهاكها.

التحكيم الداخلي والتحكيم الدولي:

  • أولاً: التحكيم الداخلي: نوع من التحكيم الداخلي، جميع مكوناته مرتبطة بدولة واحدة، ولا علاقة لها ببلدان أخرى. وفي موضوع النزاع، جنسية المتقاضي وجنسية المحكم والقانون الواجب التطبيق ومكان التحكيم، حيث عندما تكون القوانين الوطنية سارية، لن تكون هناك مشاكل تتعلق بالقواعد المتضاربة. وقوانين التحكيم الأجنبية أو كيفية تنفيذ الأحكام الأجنبية.
  • ثانياً: التحكيم الدولي: إذا كان موضوع التحكيم نزاعًا يتعلق بمصالح التجارة الدولية، وكان أحد الطرفين على الأقل موطنًا أو مقرًا رئيسيًا في الخارج، فيجب أن يكون التحكيم ذا طابع دولي. والمشرع المغربي رقم 05-08 يؤكد في المادة 40-327 من القانون أنه يعتقد أن التحكيم دولي في الحالات التالية:

1- إذا كان لأطراف اتفاقية التحكيم مؤسسات في دول مختلفة وقت إبرامها.

2- أو اتفق الطرفان بوضوح على أن موضوع التحكيم يشمل عدة دول.

3- مكان التحكيم المحدد في اتفاق التحكيم أو المعين وفقاً لهذه الاتفاقية.

4- كل موقع يجب فيه الوفاء بمعظم الالتزامات الناشئة عن علاقات العمل أو المواقع وثيقة الصلة بموضوع النزاع.


شارك المقالة: