ما هي العناصر المؤثرة في دولية عقد العمل؟

اقرأ في هذا المقال


العناصر المؤثرة في دولية عقد العمل:

يتطلب تحديد العناصر التي تؤثر على الطابع الدولي لعقد العمل تحليل العناصر التي تدخل في تكوين هذا العقد؛ لتحديد طبيعتها وبيان مدى تأثير العنصر الأجنبي فيه.

1- المتعلقات الشخصية بعقد العمل:

تتجسد العناصر الشخصية لعقد العمل في كل جنسية والبلد، وفيما يتعلق بهذين العنصرين يمكن القول أنهما يعتبران من العناصر غير المؤثرة في تدويل هذا العقد. وأن مسألة جنسية الأطراف أو موطنهم في مجال عقود العمل الدولية ليست سوى عنصر من المسند الثانوي، وليس الأصل، وأن هذين العنصرين (الجنسية والموطن) نادرًا ما يستخدمان في عقد العمل الفردي. وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذان العنصران غير فعالين، ليس فقط في نطاق عقد العمل، ولكن أيضًا في غالبية العقود العمل الدولية.

2- العناصر الموضوعية المتعلقة بعقد العمل:

تتمثل العناصر الموضوعية في مكان الاستنتاج ومكان التنفيذ ومركز إدارة الأعمال، وتختلف أهمية كل عنصر عن الآخر. أما مكان الإبرام فهو عنصر ثانوي في عقد العمل؛ لأن إبرام العقد العمل في دولة أجنبية قد تكون مصادفة، كما أن مكان الإبرام لا علاقة له بالجوهر من صفقة عقد العمل.

على سبيل المثال، إذا أبرم صاحب العمل عقدًا مع العامل في بلد أجنبي أثناء وجودهم هناك، فعندئذٍ يعودون إلى بلدهم لتنفيذ العقد فيه، وهنا يكون العقد داخليًا؛ لأن الطابع الأجنبي فيه، الذي يمثله مكان إبرام العقد، ويعتبر غير فعال. أما العنصر الآخر المتمثل في مكان التنفيذ وفق الفقه الصحيح، يعتبر من العناصر الفعالة في إضفاء الطابع الدولي على عقد العمل، حيث يرجع ذلك إلى عدة أسباب:

  • مكان التنفيذ وهو المكان أو الحيز الذي تطبق فيه القواعد القطعية المتعلقة بالنظام العام في نطاق قانون العمل. ولا يمكن للقاضي الذي ينظر في نزاع في بلد آخر غير بلد التنفيذ أن ينظر في مثل هذا العقد داخليًا؛ لأن الأطراف المتعاقدة من جنسية واحدة أو موطن واحد، طالما أن التنفيذ في الخارج أي في بلد أجنبي يعتبر العقد دولي وليس داخلي، وبغض النظر عن مدى تركيز عناصرها الأخرى في دولة واحدة.
  • يعتبر قانون بلد التنفيذ القانون الأكثر ارتباطًا بعقد العمل؛ حيث يتركز منزل العامل ونشاطه في هذا المحل، بالإضافة إلى أن صاحب العمل يتواجد في الغالب في هذا المكان لمتابعة صلاحية تنفيذ العمل.
  • يعتبر العنصر قيد التنفيذ من العناصر الحاسمة والمؤثرة في إضفاء الطابع الدولي على العقد العمل، ليس فقط في نطاق عقد العمل، ولكن في جميع المعاملات المالية وعقود التبادل التجاري.

ولهذه الأسباب، اعتُبر موضوع التنفيذ أحد العناصر الحاسمة والمؤثرة في إضفاء طابع دولي على عقد العمل، وتنفيذاً لذلك، قضت محكمة الاستئناف بباريس في 3/5/1965 بأن عقد العمل موضوع القضية لمنفذ في غينيا، هو عقد دولي، وبالتالي فهو يخضع لقواعد تنازع القوانين؛ لأن مكان الإعدام يقع في دولة أجنبية هي غينيا.

أما بالنسبة للعنصر الثالث، وهو مركز إدارة الأعمال، فيمكن اعتباره أيضًا أحد العوامل التي تؤثر على تدويل عقد العمل، في حالة وجود أماكن متعددة للتنفيذ فيما يتعلق بأعمال تابعة لشركة أو المشروع الذي يقع مركز إدارته الرئيسي في بلد أجنبي، ففي مثل هذه الحالة يعتبر هذا المركز عنصرًا فعالًا ومؤثرًا في تدويل العقد؛ نظرًا لأن العمل المنفذ في أكثر من مكان خارج نطاق الدولة التي يقع فيها مركز إدارة المشروع هو امتداد لنشاط أخير؛ حيث أنه المركز الحقيقي لجميع علاقات العمل المتعلقة بهذا المشروع.

ويتضح ممّا سبق أن عنصري مكان التنفيذ عندما يتم العمل في بلد واحد ومركز الأعمال عندما يتم تنفيذ العمل في عدة دول، يعتبران من بين العوامل التي تؤثر على التدويل من عقد العمل متى تم التعامل معها من قبل الصفة الأجنبية، أما بالنسبة للطرف الذي يعتبر العقد مدنيًا، فالأصل أن إثباته يخضع للقواعد المنصوص عليها في القانون المدني.

ومع ذلك، فمن الممكن في كثير من الأحيان إقصاء التاجر من إثبات الأدلة ضد خصمه غير التاجر بكل الوسائل، بغض النظر عن قيمة النزاع على أساس أنه موجود بين التاجر وعملائه من الاعتبارات الأخلاقية التي تمنعه من طلب دليل مكتوب، وهذا موضوع موضوعي يترك تقديره للقاضي المختص حسب ظروف كل قضية.

ويجوز قبول الدفاتر التجارية كدليل في الدعاوى المرفوعة من قبل التجار أو ضدهم متى كانت مرتبطة بأعمالهم التجارية، حيث تنص المادة 70 من القانون التجاري على أنه يجوز قبول الدفاتر التجارية كدليل في الدعاوى المرفوعة من قبل أو ضد التجار، أينما كانوا مرتبطين بأعمالهم التجارية.

قواعد قبول الدفاتر التجارية كدليل في الدعاوي المرفوعة من قبل التاجر:

  • تكون الوثائق المكتوبة في الدفاتر التجارية، دليل على مالكها. ومع ذلك فلا يجوز لمن تخطاها أن يستنتج من هذه الكتب المشابهة لأحكام القانون، حجة لنفسه على قطع المعطيات الواردة فيها.
  • تكون البيانات المكتوبة مشابهة لقواعد القانون حجة لمالك هذه الدفاتر ضد خصمه التاجر، ما لم يرفضها الخصم مع الوثائق الواردة في دفاتره التي تتشابه مع قواعد القانون أو تثبت البينة بأي طريقة أخرى.
  • إذا كانت دفاتر كل من الطرفين المتخاصمين مشابه لقواعد القانون العمل وكانت المطابقة بينهما تناقص مع الوثائق، وجب على المحكمة أن تطلب أدلة أخرى.
  • إذا اختلفت المعطيات الواردة في دفاتري الخصمين وكانت دفاتر أحدهما متشابهة مع قواعد القانون ولم تتشابه مع دفاتر الأخرى، فإن ما جاء في الدفاتر المناظرة هو المهم، ما لم يثبت الخصم ما يخالف ذلك.

وتجدر الإشارة إلى أن إذن المشرع التجاري بقبول دفاتر التجارية في الدعاوى التجارية المرفوعة من التجار أو ضدهم متى كان ذلك يتعلق بأعمالهم التجارية، حيث ينتهك القاعدة الأساسية المعمول بها في المعاملات المدنية والتي لا يجوز للمدين إجبارها على تقديم أدلة ضدها، حيث لا يسمح للأشخاص اختلاق أدلة لمنفعة نفسهم والتدرع بها ضد الآخرين. ولا تعتبر الدفاتر التجارية دليلاً على الإثبات إلا إذا كانت متطابقة.

ومن المهم معرفة أنه قد قضت محكمة النقض بما يلي: أساس تطبيق قاعدة عدم تجزئة الإقرار وإجراءاته، وفيما يتعلق بالقيود والبيانات الواردة في كتب التجار، هي أن الكتب منتظمة ومدعومة بوثائق تشير إلى صحة الإدخالات والبيانات الواردة فيها وأماناتها، وحتى في حالة انتظام الكتب، فهي لا تملك سلطة مطلقة، بل سلطة نسبية؛ حيث يجوز للخصم إبطال البيانات الواردة في الكتب وإثبات الأدلة بأي طريقة أخرى على عدم صحتها.


شارك المقالة: