آثار المدينة الرافقة في الرقة

اقرأ في هذا المقال


وصف المدينة الرافقة في الرقة:

مدينة ترجع إلى العهد العباسي في سوريا، يرجع الفضل في إقامتها إلى الخليفة أبي جعفر المنصور، وهي الرافقة الواقعة عند مدينة الرقة على ضفة الفرات اليسرى، كان ذلك في عام 155 للهجرة/ 772 ميلادي، لم تكن هذه المدينة مدورة مثل الآثار العباسية في مدينة بغداد بل كانت تشبه حدوة الفرس، وكان قطرها لا يتجاوز 1500 متراً، أما السور فيعد من أهم الأشياء التي نراها فيها اليوم وباب فخم يطبق عليه باب بغداد.
كان باب بغداد هو الباب الوحيد الذي ما يزال قائماً في السور، كما وصفها المقدسي بقوله (يسير على متنها فارسان)، ويبلغ سمكها 8.85 متراً وهي مبنية باللبن ومصفحة بالآجر، وفي الأسفل مدماكان من الحجر المنحوت ومزود بالأبراج الدائرية، كذلك لم يبقى من المباني سوى آثار مسجدها الجامع وما عثر عليه المنقبون من آثار القصور العباسية خارج أسوار المدينة وداخلها.

خصائص المدينة الرافقة بالرقة:

أقيم باب بغداد في برج مستطيل بقي قسم منه، وتبلغ مقاييس هذا البرج 18×14.5 متر، وفي جداره الشرقي فتحت قنطرة الباب التي تبلغ سعتها 3.19 متراً، وتتألف من عقدين متراكبين لهما شكل القوس الذي أسميناه العباسي الذي يرسم من أربعة مراكز ويوجد وراء الباب دهليز أو غرفة طولها 12 متراً مسقوفة بقبوة متقاطعة في الوسط وقبوتين طوليتين على جانبيها، كما تزدان واجهة البرج التي ترتفع حالياً إلى أحد عشر متراً بمحاربين كبيرين على جانبي الباب زال أحدهما وبقي الآخر، وهو مسقوف بعقدين كبيرين متراكبين من النوع العباسي.
وفي أعلى الواجهة نجد سلسلة من المحاريب يبلغ عددها أحد عشر محراباً، بقي منها ثمانية ذات عقود مفصصة (خماسية الفصوص)، وتعتمد على أنصاف أعمدة ملصقة بالجدار، أما المسجد الجامع فقد أقيم في القطاع الشمالي من المدينة وتبلغ أطواله 108×92 متراً، وهو مهدوم بقيت منه المئذنة وواجهة الحرم المؤلفة من إحدى عشرة قنطرة، وترجع إلى الأعمال الجديدة التي جرت في عهد السلطان نور الدين محمود بن زنكي سنة 561 هجري/ 1165 ميلادي.
وقد اظهرت الدراسات مخطط الجامع العباسي وبعض عناصره، ويرى كريزويل بأن هندسته كانت مزيجاً بين العمارة السورية والعمارة الرافدية، فقد أخدذ من جامع دمشق الأموي تخطيط الحرم ببلاطاته الثلاث الموازية لجدار القبلة والسقوف الجملونية.


شارك المقالة: