وصف برج الخور في قطر:
شيدت أبراج الخور في حوالي عام 1900 ميلادي لتؤدي مهمتين أولهما استطلاعية، حيث اختار المعماريون لهذه الأبراج مواقع ممتازة فهي تقع على ربوة عالية تشرف على البحر مما يمكنها من مراقبة السفن، كما تكشف الجزء البري بحيث تستطيع اكتشاف كل قادم إلى المنطقة، أما المهمة الثانية لهذه الأبراج فكانت دفاعية، حتى أن جدران هذه الأبراج قد بنيت بسماكة تصل إلى 60 سم؛ وذلك لتكون لها قدرة دفاعية جيدة.
أما من حيث الناحية المعمارية فالبرج عبارة عن بناء اسطواني قطره أربعة أمتار من الخارج مبنية بالطين والحجارة التي اقتلعت من المحاجر والمقالع القريبة من الموقع، ويرتفع البناء الاسطواني عن الأرض بثمان أمتار تقريباً وينتهي من أعلى بشرفات على هيئة رأس الرمح.
ويتخلل البدن عند المستوى العلوي فتحات المزاغل لغرض رمي الحجارة وغيرها من المواد التي يمكن أن تؤثر مباشرة على أي مهاجم، وكذلك فتحات صغيرة جداً يضع الحراس بنادقهم فيها لإطلاق الرصاص منها، كما أن البناء مسقوف بجذوع النخل والطين والجص؛ وذلك حتى يتمكن الحراس من الوقوف على السطح.
أما طريقة الوصول إلى أعلى فقد ذكر كبار السن من أهل الخور أنهم كانوا يستخدمون سلالم مصنوعة من الحبال ليصلوا إلى سطح أبراج الخور.
ترميم أبراج الخور في قطر:
لم يتبق من هذه الأبراج سوى بقايا لأحدهما على ارتفاع مترين تقريباً عن الأرض وفي حالة سيئة جداً نتيجة للقدم وعوامل الطبيعة، وآخر كان عبارة عن كومة من الأحجار والطين، وفي عام 1980 ميلادي قامت إدارة السياحة والآثار في ذلك الوقت بالتعاون مع قسم صيانة المباني بوزارة الصناعة والأشغال العامة وبلدية الخور بترميم برجين.
والبرجين الذي تم ترميمهم من الأبراج الثلاثة التي كانت في أطراف المدينة الشمالية كما يذكر أهالي الخور، ولقد تم ترميم البرجين بنفس المواد القديمة التي تم استخدامها مع الوضع الاعتبار؛ لتقوية البرج من الداخل بعمل جسور رابطة في نفس جدار البرج وبنفس الاستدارة.
ولقد استغرقت عملية الترميم حوالي ثمانية عشر شهراً وتم تزيين المنطقة المحيطة بكل برج بحديقة صغيرة وأضواء كاشفة وكراسي جلوس؛ وذلك لكي تكون مبثابة منتزهات ترويجية يرتادها الناس.