أثر العمارة الإسلامية على الغرب

اقرأ في هذا المقال


العمارة الإسلامية عند الغرب:

كان للجسور الثلاثة (الشام – صقلية – الأندلس) والتي تحكم البحر المركزي (البحر المتوسط) وتسيطر على ممراته الدور الأكبر في نقل الحضارة إلى الغرب المتخلف، وخاصة عبر الغزو الإسلامي (الحركة الجهادية) والحركة الصليبية (الفرنجية) والحركة التجارية، وبسيطرة العالم الإسلامي على المحيط المركزي (الهندي) وتجارته (الصين – الملايو – الهند – الزنج) انتشرت اللغة العربية والنقود الإسلامية، كما كان الحجاج النصاري يعودون محملين بالهدايا الثمنية العجيبة.

وجاء العصر العثماني فخضعت أوروبا لنا أربعة قرون تخاطبنا بالدولة العليا وبالسيد الأعظم، بينما يخاطب سليمان القانوني فرانسوا بقوله (من ملكالبرين والبحرين والحجاز والرومان والصرب إلى فرانسوا ملك ولاية فرنسا).

وصف أثر العمارة الإسلامية على الغرب:

وأبرز الأثر كان في العمارة والزخرفة، حيث يتجلى في اقتباس الصليبين الحصون وأساليب بنائها من الشام خاصة الأبراج والممرات الداخلية الملتوية والمزاغل، وفي صقلية أقام النورمان عمائرهم متأثرين بالعمارة الإسلامية بأعمدتها وأقواسها ومقرصناتها.

وتبدو أبراج النواقيس في جنوب إيطاليا في عصر النهضة مقتبسة من المآذن المغربية، كما اقتبس الطليان أسلوب التبادل اللوني الطبقي للعمائر المملوكية بين طبقة بحجارة قاتمة وأخرى زاهية، ونفوذها في الواجهات الرخامية في بيزا وفلورنسا وجنوا ومسينا، وفي جنوب فرنسا استخدمت العقود المفصصة والملونة والزخارف المشتقة من الكتابة العربية والزخارف المحفورة والمساند الخشبية.

كما استخدمت المقرنصات والأرابيسك ووريقات الشجر الثلاثية في بولندا، حيث تظهر في كنيسة لفوف عام 1370 ميلادي، وفي إنجلترا اقتبسوا الأرابسك وزخرفوا به عمائرهم، وقد قلد الإيرلنديون الكتابة الكوفية، ويبدو ذلك في صليب كتب عليه (باسم الله) دون إدراك منهم للمعنى وهو محفوظ في المتحف البريطاني، وفي صناعة التحف الزجاجية وخاصة في البندقية التي قلدتها وموهتها بالمينا.

كما حفروا على الخشب والصاج وأخذ الإيطاليون أسرار صناعة النسيج الإسلامية عبر تلمذهم على يد صُناعها في جنوب إيطاليا وصقلية، يبدو ذلك في عباءة التتويج لروجر ملك صقلية في عام 1134 ميلادي، كما قلد السجاد محتفظين بزخارفه العربية لقرون.

كما كان للخزف الأثر الأكبر في أوروبا خاصة ذو البريق المعدني الاندلسي، وغزت التحف المعدنية ألمانيا ونشات في البندقية المدرسة الشرقية للتحف، وقد تأثر الرسام الإيطالي جنتيلي بليني بالفن الإسلامي.


شارك المقالة: