أثر العوامل الطبيعية على التصميم المعماري في بلاد الشام

اقرأ في هذا المقال


تأثير العوامل الطبيعية على التصميم المعماري:

إن للعوامل الطبيعية أثر كبير على التصميم المعماري، حيث لا تقل بالأهمية على الأحكام الشرعية والعادات والتقاليد، حيث تعد من الأوليات لأخذها بعين الاعتبار بالنسبة للمعماري للوصول إلى التصميم الناجح والمتكامل، لذلك تعتبر العوامل الطبيعة من الثوابت المؤثرة على التصميم وليس المتغيريات، وتتركز بالنسبة للمعماري في الموقع الجغرافي وطبوغرافية الموقع والمناخ، حيث ينبغي على المصمم أن يحترمها ولا يأتي بما يتعارض معها.
فعلى سبيل المثال لو قارنا بين خصائص المناخ الحار الجاف والمناخ الحار الرطب لوجدنا أن المناخ الحار الجاف يتميز بالفروق الكثيرة في درجة الحرارة خلال اليوم والسنة، كما يتميز بقلة الرطوبة وندرة الأمطار، أما البيئة فهي ترابية ذات عوارض رملية والطاقة الحرارية الشمسية المركزة عالية جداً، بالإضافة إلى الحرارة المنعكسة من الأرض.
في حين أن المناخ الحار الرطب يتميز بالفروق البسيطة في درجة الحرارة خلال اليوم والفروق الكبيرة خلال العام، وعلى عكس المناخ الجاف فإنه يتميز بكثرة الأمطار وارتفاع درجة الرطوبة النسبية، أما الهواء فخفيف السرعة مع وجود فترات طويلة يكون الهواء فيها ركداً، أما بالنسبة لحرارة الشمس فهي مشابهة للمناخ الحار الرطب.

تأثير المناخ على التصميم المعماري:

عند تصميم المخطط العام في المناخ الحار الجاف لابد وأن يكون التخطيط متقارباً ومتلاصقاً لمجموعة المباني؛ لتوفير التظليل المتبادل وتقليل مساحة الأسطح المعرضة للشمس، في حين أن المناخ الحار الرطب يتتطلب أن يكون التخطيط متباعداً ومنتشراً للاستفادة من التيارات الهوائية، كما يفضل أن تكون المنشآت طويلة جداً لتسهيل عملية التهوية.
أما بالنسبة للمسقط الأفقي في المناخ الحار الجاف فيكون التصميم متوجهاً إلى داخل المبنى للاستفادة من المناخ المصغر، ويكون من دور واحد لتقليل الحركة واكتساح الحرارة، كما يفضل وجود مسطحات مائية للتبخير مثل النوافير، وذلك على خلاف الحار الرطب الذي يحتاج إلى فصل العناصر عن بعضها البعض، وغالباً ما يكون الجو مريحاً في الخارج في المناطق المظللة، ويجب عدم الإكثار من الأرصفة وتكون الحوائط مرتدة للحماية من الأمطار ويفضل أن تكون الغرف متراصة وتخدم من ممر واحد، كما ينبغي رفع المبنى عل أعمدة عن مستوى سطح الأرض.


شارك المقالة: