مآذن المدارس في العمارة المملوكية:
تختلف مئذنة مدرسة عبد الغني الفخري عن طراز المآذن المملوكية في هذا العصر، حيث يرجع تاريخها إلى التجديد الذي قامت به السيدة ممتاز قادن، أما مئذنة القاضي عبد الباسط فلها مئذنة تطل على الواجهة الشمالية الشرقية، وتتكون من ثلاثة أدوار، الدور الأول مربع المسقط، يتحول إلى مثمن بواسطة شكل على هيئة نصف هرم بزاوية المربع من أعلى.
ويوجد أربعة من أضلاع المثمن تجاه الجهات الأصلية؛ أربع شرفات بالتبادل مع أربعة أضلاع من دون شرفات يعلوها عقد مدائني، ويعلو البدن خمسة صفوف من المقرنصات تحمل شرفة حولها درابزين حجري به زخارف هندسية ونباتية بالحفر البارز، ويعلو الشرفة بدن آخر مثمن عليه زخارف على هيئة دالات، وبأعلى البدن يوجد أزرار من الكتابة القرآنية ثم أربع حطات من المقرنصات تحمل شرفة يعلوها ثمانية أعمدة رخامية يعلوها حطات من المقرنصات تحمل الشرفة وفوقها الجوسق ذو النهاية على شكل بصلي.
أقدم المآذن في العمارة المملوكية:
لقد ظهرت المئذنة الأولى في العمارة الإسلامية في المسجد الجامع بمدينة القيروان، حيث كان لها قاعدة مرتفعة ذات مسقط مربع، وأقدم مآذن مصر هما مئذنتا جامع الحاكم بأمر الله وهما ذواتا قواعد مربعة كبيرة ومرتفعة، وقد حدث تطور كبير بعد مآذن القيوان والحاكم والجيوشي، وأصبحت في العصر المملوكي تتكون من مربع يتحول إلى مثمن، ثم بدن مثمن آخر أو مستدير، ثم الجوسق والنهاية على هيئة المبخرة أو القلة، وهو الشكل البصلي، كما أنه أصبح أكثر رشاقة وارتفاعاً وتناسقاً بين أجزائها كما في مآذن المؤيد وقايتباي.
ومن الجدير بالذكر أن مآذن عصر السلطان المؤيد الباقية ومنها مئذنتا جامع المؤيد ومئذنة مدرسة القاضي عبد الباسط تتشابه من حيث التكوين المعماري والزخرفي، ويبدو أن مصمم هذه المآذن واحد، أما مئذنة قاني باي المحمدي فتختلف عنهم، حيث كانت تتكون من دورين فقط فوق سطح المسجد ودورها الأول سداسي المسقط والثاني مثمن المسقط.
ويمكن القول بأن مآذن مصر تأثرت بمآذن المغرب العربي، نظراً للعناصر الزخرفية التي تظهر على أبدانها من زخارف إشعاعية داخل طواقي وزخارف نباتية من الفروع والأوراق النباتية الدقيقة، حيث أن هذه الأنواع من الزخارف شاع استخدامها في المغرب العربي.