اقرأ في هذا المقال
النمط الأول من المساجد العثمانية التقليدية:
يمثله مسجد السلطان محمد الفاتح الأصلي (قبل تجديده في عام 1181 – 1185 هجري) ضمن مجمعه بإسطنبول، وقد سبقت الإشارة إليه وإلى أهميته على أنه أول مساجد الطراز الكلاسيكي في إسطنبول، ويتبع نفس النمط في بضعة مساجد، ولكنه لا يتقدمها حرم إنما رواق خارجي (سقيفة)، لذلك فهي لا تدخل ضمن نطاق المساجد الكلاسيكية، ومنها مسجد تترخان بكوزلوه بالقرم 960 هجري، ومسجد السليمية بقوينة 974-982 هجري.
النمط الثاني من المساجد العثمانية التقليدية:
يمثله كل من مسجد السلطان بايزيد 907 – 912 هجري، والسليمانية الشهيرة 957-965 هجري في إسطنبول، ويعد مسجد بايزيد أول مسجد تطور فيه بوضوح نمط مسجد الفاتح، فقد أضاف المعمار خير الدين نصف قبة ثانية تتقدم القبة الوسطى المركزية من جهة الشمال وعلى جانبيها قبتان صغيرتان بواقع قبة بكل ركن، وبذلك صار يغطي كل من الرواقين ثمان قباب بدلاً من ست في الفاتج بواقع أربع قباب في كل ركن.
وقطر القبة المركزية 18 متر، كذلك يتصل بداخل المسجد من جهة الشمال، مما يلي الحرم جناحان يغطي كل منهما قبة في الوسط وأربع قباب صغيرة في الأركان، وقد حل هذان الجناحات محل دار الضيافة في مسجد السلطان بايزيد نفسه في أدرنة للمعمار خير الدين.
أما مسجد السليمانية فيعد من أبدع وأروع نماذج ذلك النمط، وفي يلاحظ أن قوجه معمار سنان قد عمد إلى ابتكار أسلوب جذاب غير مألوف في تغطية الرواقين الجانبين للجزء المغطى، فبدلاً من تغطيتهما بالقباب الصغيرة المتساوية وهو ما قد يتسبب في إحداث نوع من الرتابة والملل، كما هو الحالي في مسجد بايزيد في إسنطبول، نجد سنان في السليمانية يغطي كل رواق بخمسة قباب مرتبة بالتناوب، وذلك بواقع قبة كبيرة تليها قبة صغيرة، وقطر القبة المركزية 26.50 متر وارتفاعها 53 متر، أما ارتفاع كل من نصفين القبتين على جانبي القبة المركزية فيقدر بنحو 40 متر.
أما مسجد قيرشنلو محمد باشا في شقورد 1187-1188 هجري فيعد المسجد الوحيد في ألبانيا الذي يحتوي على حرم، ويتميز هو الآخر ببعض الخصائص منها هيئة محرابه، ومنها وجود بائكتين خارج جداري المسجد الجانبيين الشرقي منها عبارة عن رواق صغير تعلوه قبتان متساويتان والحجرة تعلو هذا الرواق.