أهمية الموقع والمساحة في عمارة المساجد الهندية

اقرأ في هذا المقال


هناك العديد من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تخطيط المساجد، ويأتي في مقدمة اهتمامات المعمار عند تشيده للمساجد هو حرصه على أن يكون في موقع متميز، والذي في الغالب يكون في وسط المدينة أو في موضع قريب من هذا الوسط، وهو ما نجده بشكل جلي في المساجد الهندية وخاصة المساجد الجامعة كما هو الحال في المسجد الجامع في آجرا والمسجد الجامع في دلهي ومسجد فتحبوري بيجم.

خصائص الموقع والمساحة في عمارة المساجد الهندية

حرص المعماريين على اختيار المناطق المرتفعة لإقامة المساجد عليها كما هو الحال في المسجد الجامع في مدينة فاتح بور سكري الذي يقع في أعلى نقطة من المدينة ومسجد موتى المشيد على أعلى نقطة داخل قلعة آجرا والمسجد الجامع في دلهي المشيد على ربوة ترتفع نحو 9 متر عن الأراضي المحيطة بالمسجد وغيرها من المساجد، وربما كان سبب اختيار المواقع المرتفعة لتقام عليها المساجد لمكانتها وقدسيتها الكبيرة في قلوب المسلمين، فالمسجد ليس مجرد موضع تؤدي فيه العبادة فحسب بل هو بيت الله سبحانه وتعالى ومجمع المؤمنين ورمز الإيمان.

ويتبع اختيار الموقع تحديد المساحة التي يشغلها المسجد، حيث اختلفت المساحات المخصصة لإقامة المساجد بحسب حجم المسجد، فهناك مساجد شغلت مساحات واسعة كما هو الحال في المسجد الجامع في مدينة فاتح بور سكري والذي تبلغ مساحته 21945 متر مربع والمسجد الجامع في دلهي، حيث يأخذ مساحة قدرها 121000 متر مربع، فيما نجد مساجد متوسطة المساحة كما هو الحال في مسجد جمالي كمالي الذي تبلغ مساحته 1248 متر مربع وغيرها العديد من المساجد، ولم يقتصر الأمر على ذلك، حيث نجد مساجد أخرى ذات مساحات صغيرة كما هو الحال في مسجد كافوري ومسجد ناجينا.

تأثير المساحة والموقع في تخطيط المساجد الهندية

وقد يؤثر اختيار الموقع والمساحة التي يشغلها المسجد على شكل المسجد نفسه واستقامة أضلاعه، وذلك ما نجده بشكل واضح في تخطيط مسجد كيلاكونا في قلعة بورانا، حيث اضطر المعمار إلى اقتطاع قسم من صحن المسجد بسبب انخفاض الأرض المجاورة للمسجد من شماله، وبالتالي أثر ذلك في عدم استقامة الضلع الشمالي من الصحن.


شارك المقالة: