شيد المعتصم بالله جامعاً في سامراء ثم ضاق هذا الجامع بالمصلين فهدمه المتوكل وأنشأ عوضاً عنه المسجد الجامع المنسوب إليه فيما بين سنتي 234 هجري و849 هجري.
وصف المسجد من الخارج
يمتاز هذا الجامع بسعة مساحته فهو يشغل مساحة مستطيلة من الأرض قياسها 240 متر من الشمال إلى الجنوب و154 متر من الشرق إلى الغرب، ولم يتبق منه إلا حوائطه ومنارته المعروفة باسم الملوية، وهذه الحوائط من الأجر الأحمر الداكن وهي مدعمة بدعامات ساندة تشبه الأبراج نصف الدائرية، ويوجد من هذه الدعامات أربع في الأركان الأربعة وأثنا عشر دعامة في كل ضلع من الضلعين الشرقي والغربي وثمان بكل ضلع من الضلعين الشمالي والجنوبي وبذلك يصل العدد الكلي إلى 44 دعامة.
ويبلغ ارتفاع الحوائط عن مستوى الأرض 10.5 متر وقد سقط سقف الجامع والدعامات التي كان يرتكز عليها، وكان للمسجد أبواب كثيرة 5 منها في الضلع الشمالي و 8 في الضلع الغربي و6 في الضلع الشرقي وبابان في جدار القبلة.
المسجد من الداخل
حيث أن دعامات المسجد قد سقطت كلها منذ زمن بعيد فقط كان الكشف عن أساستها مهماً لتصور تخطيط المسجد من الداخل وفام هرتفليد بتنقيبات من الداخل المسجد، واتضح من خلال الكشف عن أساسات هذه الداعامات في الحفر التي تختلف عما اقتلع نهائياً منها أن تخطيط المسجد كان عبارة عن أربعة أورقة أكبرها رواق القبلة.
كما يتكون رواق القبلة من 25 بلاطة عمودية على جدار القبلة بواسطة 24 صفاً من الداعات بكل صف عشر دعامات ويلاحظ أنه البلاطة الوسطى أوسع من البلاطات الجانبية، ويبدوا أن السقف كان يرتكز مباشرة على الدعامات دون استخدام عقود لأنها لو كانت هناك لظهر أثرها في الجدران الجانبية للمسجد في المواضع التي تتصل فيه بهذه الجدران.
يتكون الرواق الشمالي من أربع بلاطات موازية لجدار القبلة أو 25 بلاطه عمودية على جدار القبلى بواسطة 24 صفاً من الدعامات، كما أن الرواقان الجانبيان متشابهان وكل منهما يتكون من 5 بلاطات عمودية على جدار القبلة أو 23 بلاطة موازية لجدار القبلة بواسطة 22 صف من الدعامات، وهكذا بيدوا أن هذا المسجد كان به دعامات عديدة، كما فرشت أرضية المسجد بالرخام وهو ما يتطابق مع وصف المقدسي له أما الصحن فيبدو أنه كان مفروشاً بالآجر.
