الأبلق في العمارة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


ما هو حجر الأبلق في العمارة الإسلامية؟

الأبلق هو عبارة عن مجموعة من الأحجار المتناوبة، وهو عبارة عن صفوف أفقية من الحجارة تتناوب فيها الألوان بشكل مرتب، مثل الألوان كالأسود والأبيض أو الأحمر والأبيض أو الأسود والأصفر أو الأحمر الترابي والبني الترابي وغيرها، أطلقت تسمية الأبلق في الأصل على تناوب اللونين الأسود والأبيض، ثم عممت على بقية الألوان خصوصاً في عمارة العهد المملوكي.
ويذهب النحويون في تفسير كلمة الأبلق فيقولون: البلق: سواد وبياض في اللون، وبلقة: كان فيه سواد وبياض فهو أبلق وجمعها بلق، وأول ذكر للأبلق وردنا قبل الإسلام في شعر السموال من القرن الخامس للميلاد.

وصف حجر الأبلق في العمارة الإسلامية:

كما ورد حجر الأبلق في قصر وردان شرقي مدينة حماة بنحو 60 كيلو متراً المشيد بالأبلق الأسود والأبيض، ويقال أنه بني في فترة 560-564 ميلادي، ولا نشاهد فيما تبقى من آثار منذ فتح دمشق سنة 14 هجري،أي وجود للأبلق كنعصر زخرفي في العمارة الإسلامية سوى المدرسة النورية الكبرى المقامة في ذلك العهد، ثم يعود للانتعاش أواخر العهد الأيوبي فيظهر في المدرسة القليجية المشيدة في عام 651 هجري في درب الريحان شرقي البزورية وقبالة دار القرآن.
ويعتبر العهد المملوكي خلال السنوات 658-922 هجري العصر الذهبي للأبلق، ففيه انتشر بشكل واسع، ويعتبر القصر الأبلق الذي أقامه الملك بيبرس البندقداري بدمشق في القرن السابع للهجوة أو نموذج لهذا الأسلوب الزخرفي في عمارة ذلك العهد، ولم يقتصر الأمر في بناء الأبلق على دمشق وحدها بل عمم على معظم المباني في سورية ومصر وبالأخص القاهرة، وهي العاصمة الأولى لدولة المماليك، حيث عرف هناك بإسم الحجر المشهر.
واستمر الحال في الأبلق بالعهد العثماني كامتداد للعمارة المملوكية، لكنه بدأ بالانحدار خلال نهايات ذلك العهد حتى اضمحل واختفى نهائياً من المشيدات الحديثة، إن فكرة البناء بالمداميك الحرية ذات الألوان المتناوبة قد استمدت من متطلبات فنية أكثر منها احتياجات وظيفية، فتناوب اللونين الداكن والفاتح في المداميك يخفف إلى حد ما من ثقل كتلته لا بالوزن بل بالخداع البصري، وهي قاعدة معروفة نظرياً وعلمياً، كما أن أفقية الخطوط فيها تجعل تلك الكتلة تنساب عرضياً، بحيث يبدو البناء أقل ارتفاعاً وأكثر عرضاً، إضافة إلى تميزه عن الأبنية المجاورة أو المحيطة به.


شارك المقالة: