أهم الأبنية في سرايات إسطنبول العثمانية:
من أهم الأبنية في سرايات إسطنبول كوشك روان مراد الرابع، وقد بني تخليداً لذكرى انتصاره واستيلائه على قلعة روان عام 1045 هجري، وكان الفراغ من بنائه عام 1046 هجري، وهو كوشك صغير صمم وفق الطراز الأيواني، حيث يتوسطه مربع تعلوه قبة وتحيط به ثلاثة إيوانات تسقفها الأسقف الخشبية.
أما الجانب الرابع الذي يخلو من وجود الإيوان فقد وضع فيه أوجاق (مدفأة) ارتفاعه 15 متر، ويتميز هذا الكوشك بكسوته الخزفية الرائعة من الداخل والخارج، فضلاً عن الكسوة الرخامية والزخارف الناتئة التي تحلي بواطن أسقف الإيوانات الثلاثة ووالأبواب الخشبية المطعمة بالصدق، مما أضفى عليه تلك الحلة القشيبة التي تنتقل فيها العين من حسن إلى أحسن.
أما كوشك بغداد الذي أمر بإنشائه مراد الرابع أيضاً تخليداً لذكرى انتصاره وفتحه لمدينة بغداد عام 1048 هجري، وكان الفراع من بنائه عام 1049 هجري، فهو يشبه في تصميمه كوشك روان إلا أنه يختلف عنه في اشتماله على أربعة إيوانات بدلاً من ثلاثة، وبذلك اكتملت فيه عناصر مفردات التخطيط المتعامد أو المتقابل المعروف خطأ بالتخطيط الصليبي، وعلى ذلك فهو يعيد إلى ذاكرتنا تصميم جينيلي كوشك، ولكن على نطاق أصغر من جهة، ووفق طراز الباروك من جهة ثانية.
وصف أبنية سرايات إسطنبول العثمانية:
كوشك مصطفى باشا وكوشك عبد المجيد لكل منها تصميم مختلف عن كوشك روان كوشك بغداد، ويعد كوشك عبد المجيد 1256 هجري أكبر الأكشاك، حتى يبدو وكأنه سراي مستقل بذاته، وهو يحتل الجهة الجنوبية للفناء الرابع المطلة على بحر مرمة، كما أنه يعكس بحق قوة التأثيرات الأوروبية وتغلغلها قرب منتصف القرن 13 هجري.
أما جناح الحرملك فيشغل مساحة واسعة تحتل القسم من السراي على حدود الفنائين الثاني والثالث، ويحتوي هذا الجناح على عدد من الأفنية تتوزع حولها الحجرات والقاعات والمكتبات والأكشاك، وغير ذلك من المنافع والمرافق والملاحق، وترجع أقدم أجزاء هذا الجناح إلى النصف الثاني من القرن 9 هجري، وأهم ما فيه تلك الأبينة التي أشرف على بنائها قوجه معمار سنان وتخص مراد الثالث والحمام السلطاني وقاعة العرش الداخلية المسقوفة بقبة تعتبر أكبر قباب السراي، ويتصل بهذه القاعة حجر نوم مراد الثالث 983 هجري وتعلوها هي الأخرى قبة.