أبواب المدن اليمنية القديمة:
يأتي فصل الفراغ الداخلي للمدن عن الفراغ الخارجي عن طريق البوابات، حيث تعتبر حماية للمدينة والأسواق التي تعتبر مكاناً للتبادل بين داخل المدينة وخارجها، كما أنها تعزل أسر المدينة عن العالم الخارجي بحيث تعتبر مفصولة تماماً، والأبواب عادة ما تكون مفصولة عن الأحياء السكنية، وهذه الأحياء تحدد بمساجدها وساحتها وشوارعها الصغيرة، وكل هذا يعبر عن الفرز المتدرج من العام إلى الخاص، أي بدءاً من أبواب المدينة وانتهاءاً بالبيوت العائلية الخاصة.
وأبواب المدن عديدة بحسب مساحة المدينة، بحيث تشق الأسوار وتتخلخله، ولها أهمية كبيرة لارتباط جميع الشوارع بها وتتجه نحو المراكز المختلفة في المدينة، وأنواع الأبواب لها علاقة بالفراغ حيث منها ما يتصل بفراغ ساحة ومنها ما تكون محورية على شارع رئيسي للمدينة، ومن خلال الساحة أو الشارع الرئيسي يتم التوزيع إلى الساحات الخاصة أو المجموعات.
والأبواب المحصنة تحاط بأبراج دائرية وتكون متعرجة كما أن أشكال الأبواب لها أثر في شكل المدينة وتخطيطها وفي أسواقها، وفي مواقعها أيضاً له أثر في توزيع المدينة، فمنها ما هو متصل بالمباني ذات المستوى الأعلى في المدينة ومنها ما هو مرتبط بالساحات والأسواق ومنها ما هو مرتبط بشكبة شوارع ومنها ما هو مرتبط بالحدائق والبساتين خارج المدينة.
أبواب المساكن في العمارة اليمنية القديمة:
إن المداخل تعبر عن التفريق بين الخارج والداخل، وقد كان للعادات والتقاليد أثرها على تعدد هذه الأبواب، حيث كان يتم التأكيد على الخصوصية بواسطة الأبواب سواء أبواب المدن أو ساحة المجموعات أو مداخل المبنى نفسه، فهو يعتبر العتبة التي تمر عبرها من الفراغ العام إلى الفراغ الخاص، وقبل الوصول إلى المبنى توجد أحياناً باحة صغيرة أو حديقة، ولكن معظم البيوت تفتح مباشرة على الشارع بواسطة باب رئيسي يتحكم بالمرور إلى بهو المدخل بواسطة ممر ومن ثم إلى السلم الذي يشكل مكاناً انتقالياً بشكل عمودي.
هذا ما نجده في المباني ذات الاتجاه الرأسي، غير أن الأبواب في المناطق الحارة روعي فيها حجب الرؤية إلى الداخل، كما أن الفراغات الخاصة بالمعيشة تكون في مستوى أفقي واحد، لهذا فإن الأبواب تعبر عن التفريق بين الخارج والداخل، ويعتبر المدخل الحل السليم لحماية أهل الدار من أعين المارة.