التحليل المعماري لقلعة بيت الفقيه

اقرأ في هذا المقال


أنشئت قلعة مدينة بيت الفقيه عام (1039ه/ 1629م)، أي بعد مرور واحد وتسعين عاماً من دخول العثمانيين إلى اليمن عام (944ه/ 1538م): وربما كان سبب تأخر بنائها هو المقاومة الشديدة التي أبداها التهاميون، وخاصة قبائل الزّرانيق التي كانت عاصمتها مدينة بيت الققيه. ويبدو أن العثمانيين قاموا ببناء هذه القلعة لكي ترابط فيها حاميتهم العسكرية وتأمن من هجمات الزّرانيق وتكون مركزاً لحكمهم في المنطقة، ومع ذلك لم يمكثوا فيها سوى سبع سنوات، حيث تم خروجهم الأول من اليمن عام (1045هجري).

الواجهات الخارجية لقلعة بيت الفقيه

  • الواجهة الغربية: تعتبر الواجهة الغربية للقلعة هي الواجهة الرئيسية نظراً لوجود المدخل الرئيسي فيها ولإطلالتها على المدينة القديمة، وهذه الواجهة تمتد من الشمال إلى الجنوب بمسافة (59.38م) وتتصدرها كتلة المدخل حيث تظهر بها الباب الرئيسي للقلعة وجدار مطبخ قصر الإمام والبرج الجنوبي الغربي وجدار الحجرة الغربية لمبيت الجند والبرج الشمالي الغرب.
  • الواجهة الشمالية: تمتد الواجهة الشمالية من الشرق إلى الغرب بمسافة (62م)، وهي تضم البرج الشمالي الغربي، تليه الواجهة الخارجية لجدار الحجرة الشمالية لمبيت الجنود، والتي تمتد نحو الشرق حتى تلتصق بالبرح الشمالي الشرقي حيث يبلغ امتدادها (43.20م). وأبرز ما يشاهد في جدار هذه الواجهة هي فتحات الرماية الضيقة التي تتوزع إلى ثلاثة مستويات.
  • الواجهة الشرقية: إن الواجهة الشرقية للقلعة تتألف من عدة أضلاع: حيث يبلغ امتدادها من الشمال إلى الجنوب بمسافة 94.15 متر، وتبدأ ببناء مضاف تبدو عليها مظاهر الحداثة وهو خاص بقضاء الحاجة (مراحيض)، يليه الجدار الخارجي لإحدى الغرف المجاورة للمدخل الشرقي والذي تكتنفه غرفة صغيرة كانت تستخدم لحراسة المدخل وتتسع لشخص واحد ، يليها المدخل الشرقي للقلعة وتنتهي هذه الواجهة عند البرج الشرقي للقلعة.
  • الواجهة الجنوبية: تمتد الواجهة الجنوبية من الشرق إلى الغرب بمسافة (75.67م)، ويبدأ جدارها ملتصقاً بالمرقب الجنوبي الشرقي ويتصل به جدار مرتفع به بروز لجدارين ذي شكل قوسي لحمامات ملحقة به وبأسفله فتحات لخروج الماء، يليه جدار سور القلعة الجنوبي الذي يبلغ امتداده نحو (33.40م)، وتنتهي الواجهة الجنوبية عند البرج الجنوبي الغربي.

قلعة بيت الفقيه من الداخل

تتألف قلعة بيت الققيه من الداخل من منطقتين: الأولى أكبر مساحة، حيث تضم فناءاً واسعاً ذا شكل مستطيل يبلغ أبعاده نحو (46م × 21.30م)، ويتم الدخول إليها عبر البوابة الرئيسية للقلعة التي تقع في الجهة الغربية منه وعبر مدخل آخر يقع في الجهة الشرقية.

ويحيط بالفناء المذكور عدداً من المرافق أهمها: دار الامام من الجهة الجنوبية وحجرتا الجند من الجهتين الغربية والشمالية والمسجد من الجهة الجنوبية الشرقية، أما المنطقة الثانية فتقع في الجهة الشرقية من القلعة ويتم الدخول إليها بواسطة مدخل يتجه نحو الشمال، وهي تضم فناء به بئر عميقة وسقاية ملحقة بها ويحيط بها أيضا عدداً من المرافق هي أماكن الوضوء وبركة المسجد ومطبخ مستحدث ومراحيض.

ولعل أبرز ما يلاحظ على القلعة من الداخل هو تعدد مرافقها ووجود العديد من الجدران التي تفصل مرافق الجزء الأول عن الثاني، وتفصل دار الامام عن جميع مرافق القلعة. ويبدو أن الغرض من ذلك هو عرقلة مهاجمي القلعة في حالة اقتحامها، وبالتالي تصعب عليهم السيطرة على القلعة بسهولة وبذلك يتحقق الجانب الدفاعي للقلعة من الداخل.

ويعتبر وجود الفناء المكشوف أمراً مهماً سواء في قلعة بيت الفقيه أو غيرها من القلاع في منطقة تهامة وخارجها؛ وذلك لأنه يعتبر نواة في تصميمها تحيط به المرافق من جميع الجهات، ولذا فان الفناء يؤدي عدة وظائف أهمها إدخال الضوء والهواء إلى جميع مرافق القلعة وساحة مناسبة لتجمع الجنود الموجودين فيها حيث تسمح لهم ممارسة تدريباتهم اليومية.

تقع البوابة الرئيسية لقلعة بيت الققيه في مكان متوسط من الواجهة الغربية، وتتكون من الداخل من مساحة مستطيلة، تبلغ أبعادها نحو (11م × 5.80م)، تتألف من طابقين: الأسفل به دركاة المدخل وغرفة حراسته والعلوي يتألف من حجرة مستطيلة واسعة المساحة تبلغ أبعادها نحو (8.15م 4.40م).

يتقدم بوابة القلعة منطقة منحدرة مكسوة بالملاط، الغرض الدفاعي منها هو إعاقة مهاجمي القلعة عند محاولتهم اقتحامها من جهة المدخل، ويتم الدخول إلى دركاة المدخل عبر فتحة يتوجها عقد نصف دائري يبلغ عرضه (3.19م) وارتفاعه (3.20م)، ويشغله مصراعان خشبيان يفتح في الأيمن منه باب صغير (الفرخ) لا يسمح بدخول أكثر من شخص واحد في الوقت نفسه. وتعلو مدخل البوابة حجرة لحراسته فتح بها خمس نوافذ تتوجها عقود نصف دائرية، عرض كل واحدة منها (80سم) وارتفاعها (2.50م).

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: