التحليل المعماري لقلعة الزهراء

اقرأ في هذا المقال


تتألف القلعة من الداخل من فناء مكشوف يبلغ أبعاده نحو (47.90م × 37.70م) وتحيط به وحدات القلعة من الاتجاهات الأربعة، حيث يقع في الجهة الشمالية الشرقية منه مسجد، وبما أنه حديث البناء ارتثينا الإحجام عن وصفه نظراً لعدم الفائدة من ذلك؛ إلا أن ظهوره في القلعة يعطينا احتمالية وجوده في المرحلة السابقة كغيره من مساجد القلاع في المدن الكبرى بسهل تهامة ومنها مسجد المدرسة الإسكندرية بقلعة زبيد ومسجدا قلعتي بيت الفقيه والزّيدية.

الوحدات المعمارية في قلعة الزهراء

تتوزع منشآت القلعة حول الفناء من الجهات الأربع حيث غطيت جميع حجراتها بسقف خشبي مسطح، وبلغ سمك الجدران الداخلية لجميع الحجرات نحو (60سم) وارتفاعها من الداخل (3م).

أما الحجرات الشمالية للقلعة حسب حديث أحد شيوخ مدينة الزُهرة من كبار السن عن الوظيفة الأخيرة لوحدات القلعة، فإن بعض الحجرات الشمالية في الطابق الأرضي منها استخدمت كمحكمة كان القاضي يقوم فيها بالفصل بين قضايا ساكنة مدينة الزُهرة والقرى التابعة لها، واستخدمت حجرات أخرى من الطابق نفسه أيضاً لتدبير الأمور المالية، أما الطوابق العلوية فكانت خاصة بالمسؤولين المكلفين بتسيير شؤون المفيدة والقلعة وخصصت الجهة الشرقية منها للضيافة والاستقبال.

وتمتد حجرات هذه الجهة من القلعة من الشرق إلى الغرب بطول (46.10م)، وكانت تتكون من ثلاثة طوابق في الجزأين الشرقي والغربي، أما الأوسط فكان يتألف من طابقين يعلوه جدار ساتر تتخلله فتحات للرماية بالبنادق (مزاغل)، ويتقدم الجزء الأوسط من حجرات الجهة الشمالية بقايا درج صاعد يطل على الفناء وهو يشبه الدرج الصاعد الذي يتقدم دار الضيافة في قلعة الزيدية وثكنات الجند (القشلات) العثمانية كما في مجمع العُرضي بمدينة صنعاء.

ويبدو أن هذا الأسلوب في بناء الدرج الصاعد هو الذي صار متبعاً – بعد خروج العثمانيين من اليمن- في معظم المنشآت الحكومية التي تتكون من عدة طوابق، وبرغم تهدم جدران الجهة الشمالية في القلعة إلا أننا استطعنا تمييز أبعاد أربع حجرات في الطابق الأرضي تبلغ قياساتها من الداخل كالآتي: الأولى نحو (11.20م 2 4.10م) والثانية (5.50م× 3.80م) والثالثة (5م× 3.80م) والرابعة (4.30م×3.80م).

تعتبر حجرات الجهة الجنوبية في القلعة الأكثر وضوحاً من حيث بقائها ماثلة للعيان برغم وجود أجزاء كبيرة منها تعرضت للتهدم وما يزال أحد مداخل القلعة قائماً في الطرف الشرقي من هذه الجهة. كما تطل حجرات هذه الجهة بفتحات نوافذها على الفناء، وقد كانت حجرات الطابق الأرضي – في المرحلة الأخيرة من استخدام القلعة – تمثل سجناً تابعاً لمديرية الزُهرة بينما استخدمت حجرات الطابق العلوي لمبيت الجند.

تتألف حجرات الجهة الجنوبية في القلعة من طابقين الأرضي يتكون من حجرة مستطيلة واسعة يبلغ أبعادها نحو (13.20م × 4.20م) تفتح أبوابها الثلاثة على حجرة أخرى تتقدمها من جهة الفناء، وهي تضم أيضاً ثلاثة مداخل معقودة يبلغ اتساع كل واحد منها (1.60م) وارتفاعها (2.80م)، وتكتنف هذه الحجرة من الجهة الشرقية حجرتان تطلان على دركاة مدخل القلعة تماثلهما أخرى ومن الجهة الغربية حجرتان واسعتان، تبلغ أبعاد الكبرى منهما نحو (8.60م × 3.50م).

أما الحجرات الشمالية والغربية كانت الطوابق السفلية من حجرات هاتين الجهتين في المرحلة الأخيرة من استخدام القلعة مخصصة لحفظ المواد الغذائية ومنها الحبوب التي يتم تحصيلها بعد جباية الزكاة السنوية المفروضة على ساكنة منطقة الزُهرة، أما الطوابق العلوية فقد استخدمت لمبيت الجند المرابطين في القلعة.

برج المدافع في قلعة الزهراء

يقع برج المدافع في الزاوية الشمالية الغربية من القلعة، وهو بذلك يطل على المدينة كنظيره في قلعة بيت الفقيه، ويتخذ البرج شكل مستدير له قاعدة محدبة يبلغ محيطها من الخارج نحو (27م) وهي بذلك تشبه قاعدة برجي المدافع في قلعتي بيت الفقيه وحيس، ويعلو قاعدة البرج جدار مستدير أيضا يضم فتحات ضيقة للرماية بالبنادق، وبرغم بناء جدران إسمنتية حديثة في الجزء العلوي من البرج في المرحلة الأخيرة من استخدام القلعة تعرضت بدورها للتهدم.

ويتم الدخول إلى برج المدافع من فناء القلعة عبر فتحة مدخل تقع في الجهة الجنوبية من البرج نفسه، وهو من الداخل يتخذ شكلاً دائرياً يبلغ قطره نحو (4.50م)، وقد ردمت أرضيته وتعرض جداره الساتر الذي يلتف حوله لكثير من التعديلات المعمارية حيث لم يعد ظاهراً من ارتفاعه في الوقت الراهن سوى (1.5م) تقريب، وذلك لأن مخلفات البناء تهدمت إلى الساحة الداخلية للبرج.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: