التحليل المعماري لقلعة الزيلعي

اقرأ في هذا المقال


التصميم العام للقلعة عبارة عن شكل طولي يمتد من الشمال إلى الجنوب بمسافة (108.60م) وأقصى عرض له يقع في المنطقة الوسطى، حيث يبلغ (21.85م) من الشرق إلى الغرب، وتتألف القلعة من عدة وحدات معمارية أهمها: المدخل الرئيسي والبرج المطل عليه  وساحتا المدافع الشمالية والجنوبية وحجرات الجند الشمالية والجنوبية والوسطى والفناءان المكشوفان الشمالي والغربي.

قلعة الزيلعي من الخارج

بسبب المخطط العام الذي تتألف منه قلعة الزيلعي الذي جاء على هيئة السلاح الناري (البندقية) اشتملت القلعة على واجهتين صغيرتين شمالية وجنوبية وواجهتين كبيرتين شرقية وغربية تتميزان بوجود عدداً من الوحدات الدفاعية والإدارية والسكنية، وجميع جدران هذه الوحدات تتضمن الكثير من العناصر الدفاعية.

والواجهتان الكبيرتان المذكورتان تتشابهان في مسافة امتدادهما التي بلغت (105م)، كما تتشابهان أيضا في اشتمالهما على الجدران الخارجية للوحدات المعمارية السكنية والدفاعية وغيرها. فعلى سبيل المثال تطل ساحتا المدافع الشمالية والجنوبية – على الجهتين الشرقية والغربية بجدرانهما التي تتخللها فتحات المدافع والبنادق، كما يوجد في مكان متوسط تقريباً من الواجهة الشرقية أحد الأبراج الدفاعية ويماثله آخر في الجهة الغربية.

قلعة الزيلعي من الداخل

تتألف قلعة الزيلعي من الداخل بشكل عام من قسمين شمالي وجنوبي بكل واحد منهما فناء تحيط به حجرات سكن الجند من ثلاث جهات (الشرقية والشمالية والجنوبية)، البعض منها يتكون من طابقين، أما الجهة الغربية فيمثلها جدار تتخلله الكثير من العناصر الدفاعية.

الأبراج الدفاعية في قلعة الزيلعي

تضم قلعة الزيلعي ثلاثة أبراج وحجرة مراقبة تتسع لجندي فالبرج الأول يقع في الجهة الشرقية من القلعة بالقرب من المدخل الرئيسي والبرج الثاني في منتصف الجهة الغربية والثالث يقع في الجهة الجنوبية ويطل على ساحة المدافع الجنوبية وفيما يلي وصف مفصل لثلاثة الأبراج المذكورة:

  • البرج الغربي: يقع هذا البرج في مكان متوسط من الجهة الغربية ويطل على المدخل الرئيسي للقلعة من جهته الشمالية، وبذلك فهو يؤدي غرضين دفاعيين معاً هما مراقبة الجهة الغربية للقلعة وكذا حماية المدخل المذكور والدفاع عنه.

ويتخذ هذا البرج شكلاً اسطوانياً قائماً مسقطه الأفقي دائري ويبلغ ارتفاعه من الخارج نحو (5.70م) ومحيطه (9م)، ويبرز عن سمت جدار الواجهة بمقدار (3.70سم).ويتألف البرج من طابقين الأرضي ويتم الولوج إليه من فتحة مدخل تقع في نهاية الجدار الغربي للحجرة من الداخل، حيث يبلغ اتساعها (68 سم يتوجها عقد مدبب، وهذا الطابق من الداخل يبلغ قطره (2.30م) وسمك جداره (60سم) وهو يضم عدداً من فتحات الرماية (المزاغل)، والتي تتوزع في ثلاثة مستويات: المستوى الأول به ثمانية مزاغل مائلة ذات شكل مستطيل رأسي، يضيق كلما اتجه نحو الخارج وتبلغ أبعاد كل واحد منها (35سم × 40سم)، أما المستوى الثاني فيشبه الأول من حيث عدد الفتحات لكنه يختلف عنه في أبعاد تلك الفتحات، حيث بلغ ارتفاع كل واحدة منها نحو (30سم).

  • البرج الشرقي: يقع البرج الشرقي للقلعة في مكان متوسط من الواجهة الشرقية على وجه التقريب ويتخذ شكلاً مستديراً يبلغ محيطه من الخارج نحو (8.35م)، والبرج بموقعه وتخطيطه حقق الجانب الدفاعي للواجهة الشرقية في القلعة، فمن خلاله يستطيع الجند المراقبة واطلاق نيران البنادق أو المدافع على مهاجمي القلعة مق هذا الجانب بكل سهولة.

والدخول إلى البرج الشرقي يتم من جهتين: الأولى من خارج القلعة بعد صعود درج ملتصق به والثاني من داخل القلعة يقع في الجهة الغربية للبرج، ويتألف البرج من الداخل من طابق واحد مكشوف ردمت أرضيته بالتراب، ويتخذ الشكل البيضاوي يبلغ أقصى اتساع لقطره من الداخل نحو (3.80م)، وسمك جداره (1.16م) فتحت فيه ثلاث فتحات لإطلاق قذائف المدافع، اتساع كل واحدة منها نحو (60سم) وقد سدت في وقت لاحق للبناء الأصلي، وبالإضافة إلى فتحات المدافع يتخلل الجدران التي تقع بين الفتحات المذكورة ستة مزاغل ضيقة من الخارج.

  • البرج الجنوبي:  يقع هذا البرج في أقصى الجهة الجنوبية وهو يطل على ساحة المدافع الجنوبية ويلتف جداره بشكل مستدير من الجهتين الجنوبية والغربية، أما الجهتين الشرقية والشمالية فجدارهما مستقيمان، وهذا البرج ضخم يبلغ ارتفاعه من الخارج نحو (4.60م)، ويلاحظ عليه بعض التصدعات.

ويتم الدخول إلى البرج الجنوبي بعد صعود درج الممر الذي يتوسط الحجرات الجنوبية في القلعة، وبسبب تهدم هذه الدرج والسقف الذي يغطيها والسقوف المجاورة لها تجمعت أكوام الحجارة والأتربة، ولذا لم نستطع رؤية محتوى الطابق الأرضي من البرج، أما الجزء العلوي من البرج فهو مكشوف ويتخذ شكلاً.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: