خصائص التخطيط المعماري للمساجد اليمنية:
يلاحظ على المنشآت الدينية اليمنية كثرة التجديدات والإضافات التي لحقت بها على العصور الإسلامية، وكثير من هذه التجديدات أو الإضافات لم يتم على غرار الأصول المعمارية والزخرفية الأولى لها، مما أفقدها كثيراً من طابعها الأصلي، حيث يبدو الارتباك الواضح في عمارتها نتيجة التجديد، مما يشكل صعوبة كبيرة في دراسة هذه المباني إرجاع الأجزاء المعمارية الزخرفية بها إلى أصولها الأولى.
كما استخدم في البناء الأحجار المختلفة خاصة نوع الحجر المعروف بحجر الحبش الأسود، الذي يجلب من المحاجر اليمنية القديمة الكثيرة المنتشرة في كل بلاد اليمن، كما استخدم الآجر في البناء أيضاً، إضافة إلى مواد الجص والنورة والقضاض، كما كان يستجلب من خارج اليمن المواد الجيدة من الأخشاب خاصة لزخرفة السقوف.
أما بالنسبة للعناصر المعمارية في تخطيط الجامع والمسجد في اليمن فإنها تبدو واضحة تماماً داخل المبنى، وذلك باستثناء بعض العناصر المعمارية التي اندثرت خاصة المنابر.
التصميم المعماري للمساجد اليمنية القديمة:
يلاحظ أن تخطيط المساجد اليمنية بترواح بين المساحات المربعة والمستطيلة الشكل، وتمتاز واجهتها ببساطتها المعمارية الزخرفية، كما كان يظهر في كثير من مساجد اليمن استخدام المداخل البارزة والتي يغطى كثير منها ببعض القباب، كما في الجامع الكبير بذمار والجامع الكبير بصنعاء وغيرها من المساجد الكبيرة.
وينفرد الجامع الكبير بصنعاء بوجود بعض زخارف من أشكال الطيور على بعض جدرانه الخارجية، نتيجة الأحجار التي نقلت من مواقع قديمة سابقة على العصر الإسلامي، أما المئذنة فهي على جانب كبير من الأهمية؛ نظراً لتميزها إلى حد كبير عن غيرها من مآذن العالم الإسلامي، ولعل السبب في ذلك زخرفتها بالزخارف البديعة من مادتين الطابوق والجص، وفي أشكال يغلب عليها الطابع الهندسي، بالإضافة إلى الكتابات والزخارف النباتية.
كما أن المئذنة في العادة تتكون من عدة طوابق، فالقاعدة مربعة الشكل ومشيدة من الحجر وتكون مرتفعة ويقوم عليها عدة دورات أو طوابق مستديرة ومثمنة الشكل مزخرفة بعناية تامة، ويعلو هذه الأبدان شرفات متسعة مزدانة من الخارج بأشكال المقرنصات والدلايات، كما كان يتم استخدام العقود والمحاريب والتجاويف والحنايا الصماء في زخرفة طوابقها، كما يُتوّجها من أعلى شكل مقبب قد يختلف من مئذنة إلى آخرى.