وصف المنطقة الغربية للبحر الأحمر:
تمتد المنطقة الغربية على مساحات شاسعة إذ تحدها من الشرق ومن الشمال المنطقة الوسطى ومن الغرب ساحل البحر الأحمر ومن الجنوب منطقة الباحة والجزء الشمالي الشرقي من منطقة عسير، وتعرف المنطقة الغربية تاريخياً باسم الحجاز وفيها تقع مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتان تضمان أقدس البقاع الإسلامية، فمكة قبلة المسلمين وفيها المسجد الحرام وفي المدينة والمسجد النبوي الشريف.
كما يضم الحجاز بقطاعاته الشمالي والأوسط والجنوبي مدناً أخرى مهمة مثل: جدة، الطائف، ينبع، أملج، الوجه، ضباء، حقل، رابغ، الليث، القنفدة وغيرها، وتتميز المنطقة الغربية بتنوع تضاريسها إذ تمتد سهول تهامة على طول ساحل البحر الأحمر وعلى الشرق منها تمتد جبال السروات ضمن شريط ضيق نسبياً بارتفاع يزيد على 2000 متر في جنوب المنطقة، ويتناقص الارتفاع كلما اتجهنا شمالاً ويتباين المناخ في المنطقة تبعاً لموقع مدنها، فالحرارة تزيد على 45 درجة مئوية في صيف مكة بينما تصل في المتوسط إلى 18 درجة مئوية في الطائف.
ويتوزع النشاط الاقتصادي في المنطقة الغربية في ثلاثة أنشطة رئيسية هي خدمات الحج والعمرة، وزيارة مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهي خدمات مميزة لهذه المنطقة دون غيرها من مناطق المملكة ثم نشاط التجارة والصيد بالمدن الساحلية وأخيراً الزراعة والري في السهول الداخلية.
وصف التراث العمراني في المنطقة الغربية:
يقوم النسيج العمراني أساساً على نظام ووجود فراغات عمرانية ممثلة في الشوارع والأزقة المنتهية إلى الساحات والبرحات، كما يتميز بكثافة الكتل المعمارية وتقاربها واتصال بعضها ببعض من خلال الطرقات المتعرجة التي يتحدد اتساعها وشيقها تبعاً لوظيفتها، كما أن تلاصق الدور وتعرج الطرقات يساعدان على مرور تيار هوائي بارد يلطف من حرارة الجو وساعد على كسر الملل بالنسبة إلى المارة.
وتمثل تلك الممرات شرايين الاتصال بين المساجد والأنشطة المختلفة، وقد ساهم اختلاف الأنشطة في ظهور الأسواق في الممرات الكبيرة، وفي الساحات المجاورة والمحيطة بالمساجد، حيث تمثل المساجد مراكز التجمع بالنسبة إلى المنطقة أو الحي، كما ظهر في المدينة المنورة نظام جديد للفراغ غير نظام الحارة الشائع في معظم مدن المنطقة، وهو نظام الأحواش الذي يميز عمرانها ويعطيه خصوصية، ويتمثل الفرق بين النظامين في أن نظام الحارة يتكون من شارع رئيسي يسمى الحارة.