وصف التكايا في المدن السورية القديمة:
ظهرت التكايا في العهد العثماني إلى جانب المدرسة كمجمع معماري له هندسة وتخطيط جديد، والتكية أكثر شمولاً وضخامة من المدرسة، حيث تضم المسجد الذي يشغل جناحاً خاصاً جهة القبلة وغرف للسكن والمطاعم والمخازن والمطابخ والحدائق والقاعات، كما ألحق ببعض التكايا مكتب لتعيلم الأولاد.
انتشرت التكايا في المدن السورية وخاصة في دمشق وحلب، كان أشهرها التكية السليمانية التي شيدت عام 976 هجري/ 1559 ميلادي، وتكية مراد باشا المشيدة عام 976 هجري/ 1568 ميلادي في دمشق، وتكية الشيخ أبي بكر المشيدة عام 1041 هجري/ 1631 ميلادي في حلب.
كما وجدت منشآت معمارية خاصة لتلقين أصول الطرق الصوفية وممارسة شعائرها كالجيلانية والرفاعية والقادرية والشاذلية، وتحتوي هذه المنشآت على حرم وغرف للسكن وإيوان واسع، وأشهر الخانقاهات في سورية خانقاه الفرافرة في حلب.
تكية الشيخ أبو بكر في حلب:
تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب، حيث تقع شمال منطقة الرمضانية، والمبنى أنشأ على نظام التكايا، تم بناؤها من قبل أحمد بن عمر القاري والذي توفى عام 1041 هجري/ 1631 ميلادي، حيث كانت تنسب للشيخ أبو بكر والذي هو صاحب الضريح المدفون في هذه التكية، وهو أبو بكر بن أبي الوفاء المتوفي سنة 991 هجري/ 1583 ميلادي.
كما يعد البناء مزاراً هاماً، حيث يتلقى اهتمام كبير من قبل الولاة العثمانيون، حيث كان يحرص كل منهم على أن يبقي له أثراً في هذه التكية.
أما من حيث التصميم المعماري فالتكية تشمل على إيوان في صدره حرم صغير، كما يوجد محراب مصنوع من الرخام الأسود والأصفر والأبيض المنقوش، ويحتوي الهرم على نافذتان تطلان على التربة وفي جدرانها شبابيك من الجص البديع الصنعة لكنه تعرض للتلف، كما احتوت التكية على مئذنة قصيرة تقع فوق مدخل التكية التي كان يصعد عليها من باب جانبي في الجدار.
كما احتوت التكية على إيوان يوجد إلى يساره حجرة ضريح الشيخ القاري، وفي شرق الإيوان كان يوجد رواق صغير له ثلاث قباب مبنية على عمودين من الرخام الأصفر، وفي صدر الرواق قاعة بقبة عالية أرضها مرخمة، كما يوجد شرقي القاعة قسطل ماء بني عام 1005 هجري/ 1596 ميلادي، وفي التكية عدد من قبور الأتراك.