اقرأ في هذا المقال
- ما هو جهاز التلغراف – Telegraph؟
- تاريخ التلغراف
- مكونات التلغراف
- آلية عمل التلغراف
- لماذا كان التلغراف مهما؟
- كيفية استخدام التلغراف
- مزايا وعيوب التلغراف
منذ بدايات الزمن كان الناس يحاولون التواصل عبر مسافات أكبر ممّا يمكن أن يصل إليه الصوت البشري وتضمنت المحاولات المبكرة استخدام إشارات الدخان وإشارات الحرائق وتلويح الأعلام والأذرع المتحركة للإشارات، كما تم استخدام المرايا في وميض صورة الشمس للمراقبين البعيدين.
بعد اكتشاف الكهرباء تم شد الأسلاك من نقطة إلى أخرى وتم السماح للتيار الكهربائي بالتدفق عبر الأسلاك أو كسره بواسطة مفتاح يسمى مفتاح التلغراف وتم استخدام التيار الكهربائي لأول مرة لعمل علامات على شريط ورقي وبعد ذلك وتم استخدامه لتفعيل أسلم ممّا يجعل أصوات النقر، يمكن فك تشفير الفترات القصيرة والطويلة بين النقرات إلى أحرف من الأبجدية.
ما هو جهاز التلغراف – Telegraph؟
التلغراف (Telegraph): هو جهاز يسمح بنقل المعلومات عن طريق إشارة مشفرة عبر مسافة وتم استخدام العديد من أنظمة التلغراف على مر القرون ولكن المصطلح غالباً ما يُفهم على أنّه يشير إلى التلغراف الكهربائي، الذي تم تطويره في منتصف القرن التاسع عشر ولأكثر من 100م عام كان الوسيلة الرئيسية لنقل المعلومات المطبوعة عن طريق الأسلاك أو موجة الراديو.
تاريخ التلغراف:
في عام 1791م اخترع المهندس الفرنسي كلود تشاب وشقيقه إجناس السيمافور نظام تلغراف بصري يمكن استخدامه لنقل الرسائل من قمة التل إلى قمة التل الآخر، بنى (Chappes) سلسلة من الأبراج ذات الذراعين بين المدن وتم تجهيز كل برج بتلسكوبات موجهة في أي اتجاه وصليب في قمته بأذرع ممتدة يمكن أن تتخذ سبعة أوضاع زاوية يمكن رؤيتها بسهولة معاً، ويمكن الإشارة إلى جميع أحرف الأبجدية الفرنسية بالإضافة إلى بعض الأرقام وكان نظامهم ناجحاً وسرعان ما تكرر في أماكن أخرى في أوروبا.
كان كلود تشابي هو من صاغ كلمة تلغراف وهي جمع بين الكلمات اليونانية عن بعد يعني بعيد و(Graphene) تعني “الكتابة” لتعريفها على أنّها “الكتابة عن بعد”، ومع ذلك كانت أوجه القصور في نظام (Chappes) هي اعتماده على الطقس الجيد وحاجته إلى فريق تشغيل كبير وسرعان ما أدى التقدم في الكهرباء إلى توقف هذا النظام عن العمل.
كان اختراع البطارية هي مصدر الكهرباء للتلغراف من قبل الفيزيائي الإيطالي أليساندرو فولتا في عام 1800م هو الذي جعل نظام تشاب قديماً حيث يوفر التلغراف وسيلة لإرسال الرسائل عبر الأسلاك بسرعة الضوء، حاول العديد من الباحثين في بلدان مختلفة استغلال جوانب الاتصالات لهذا الاكتشاف، ومع ذلك اخترع أول جهاز ناجح رجلان إنجليزيان وويليام فوثرجيل كوك وتشارلز ويتستون، كما صمم (Cooke and Wheatstone) نظام تلغراف في عام 1837م يستخدم خمس إبر للإشارة إلى أحرف الأبجدية والأرقام التي تم ترتيبها على لوحة وتم استخدام التلغراف الكهربائي على الفور في نظام السكك الحديدية البريطاني.
مكونات التلغراف:
- البطارية: جهاز لتحويل الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربائية.
- الكود: نظام تستخدم فيه مجموعة من الرموز لتمثيل الكلمات.
- المغناطيس الكهربائي:مغناطيس مؤقت ينتج تأثيره عن تيار كهربائي.
- السيمافور: هو جهاز تأشير يستخدم أذرع متحركة بشرية أو ميكانيكية ويشير موضعه إلى أحرف أو أرقام.
آلية عمل التلغراف:
لإرسال رسالة يضغط عامل التشغيل لأسفل على المفتاح وعندما يتلامس المفتاح مع لوحة معدنية تحته تكتمل الدائرة الكهربائية وتتدفق الكهرباء من التلغراف إلى الأسلاك الكهربائية الخارجية ثم إلى أجهزة الاستقبال المنتظرة في أجزاء أخرى من العالم.
في نهاية جهاز الاستقبال للنظام يتدفق التيار من الأسلاك الخارجية إلى نظام التلغراف المُستقبل، ويتدفق التيار الكهربائي عبر المغناطيس الكهربائي ممّا يخلق مجالاً مغناطيسياً ويتسبب المجال المغناطيسي في انجذاب مفتاح المستقبل إلى اللوحة الموجودة تحته، وعندما يتلامس المفتاح مع اللوحة فإنّه يصدر صوت نقرة وتتكون الرسالة المستلمة بالتالي من سلسلة من النقرات.
يتم إنتاج نفس النقرات عندما ينقل المرسل الرسالة، وفي كل مرة يتم الضغط على المفتاح لأسفل على اللوحة الموجودة تحته يقوم بنفس النقر، ويمكن للمرسل تغيير صوت النقرة عن طريق الضغط باستمرار على المفتاح لفترة زمنية أقصر أو أطول، ويتم بعد ذلك التقاط نفس النوع من النقرات القصيرة والطويلة في نهاية جهاز الاستقبال وكود مورس، ومن أجل استخدام النظام الموصوف احتاج مورس إلى نوع من الكود يمكن من خلاله استخدام النقرات القصيرة (النقاط) والنقرات الطويلة (الشرطات) لتمثيل الحروف والأرقام، يُعد الرمز الذي طوره أحد أشهر الرموز في العالم بحيث يتكون من مجموعات مختلفة من النقاط والشرطات التي تمثل الأحرف والأرقام والرموز.
- يعمل التلغراف عن طريق إرسال إشارات كهربائية عبر الأسلاك ويحتوي التلغراف على جهاز إرسال وجهاز استقبال وجهاز الإرسال هو مفتاح التلغراف أو الإرسال.
- تربط الأسلاك بين المرسل والمستقبل وتشكل هذه الأسلاك دائرة متسلسلة ويتم توفير التيار الكهربائي بواسطة بطارية ومقبض الباب على مفتاح التلغراف بمثابة مفتاح.
- عندما يتم الضغط على المفتاح لأسفل فإنّه يتصل بالقاعدة ويغلق الدائرة ويمكن أن يتدفق التيار الكهربائي بعد ذلك إلى جهاز الاستقبال وعندما يتم تحرير المقبض فإنّه يفتح المفتاح والدائرة.
- يحتوي جهاز الاستقبال على مغناطيس كهربائي وعندما يتلقى المغناطيس الكهربائي نبضاً من الكهرباء فإنّه يحرك عضواً موصولاً بأسطوانة حبر بحيث تحدد بكرة الحبر شريطاً من الورق.
ما هي شيفرة مورس؟
لم يساعد مورس في اختراع التلغراف فحسب بل طور أيضاً نظاماً جديداً للاتصالات حيث كان هذا النظام يسمى مورس وكان يتألف من النقاط والشرطات ومجموعات مختلفة من النقاط والشرطة تمثل حروفاً وأرقاماً وعلامات ترقيم مختلفة كما أتاح كود مورس لنظام التلغراف إرسال رسائل معقدة.
بعد اعتماد نظام التلغراف في أوروبا، سرعان ما أدرك الناس أن نظام الترميز الأصلي لمورس كان مقصوراً على المتحدثين باللغة الإنجليزية وتم ابتكار إصدار جديد من شفرة مورس في عام 1851م وغالباً ما يطلق عليها رمز مورس الدولي أو كود مورس القاري.
لماذا كان التلغراف مهما؟
عندما تم اختراع التلغراف لأول مرة أحدث ثورة في الاتصال، ولأول مرة يمكن للناس من جميع أنحاء العالم التواصل على الفور تقريباً، وفي جميع أنحاء كندا كانت خطوط التلغراف مدمجة على طول خطوط السكك الحديدية، وهذا يعني أنّ سكة حديد المحيط الهادئ الكندية تقدم نظام تلغراف ممّا ساعد نظام التلغراف هذا في توحيد البلاد وساعد الناس على البقاء على اتصال.
كيفية استخدام التلغراف:
1. شيفرة مورس:
لاستخدام التلغراف يجب على الشخص أولاً تعلم شيفرة مورس ويقوم هذا الرمز بتعيين النقاط والشرطات للأحرف الأبجدية والأكثر شيوعاً الحروف المستخدمة لها أبسط الرموز، فمثلا يتم تمثيل الحرف “e” بنقطة واحدة وأقل الحروف شائعة الاستخدام لها رموز أكثر تعقيداً.
2. إرسال الرسائل:
يستخدم الشخص التلغراف لإرسال رسائل شفرة مورس بالضغط على (a) مفتاح الإرسال ويؤدي الضغط على المفتاح المختصر (y) إلى إرسال نقطة.
3. استقبال الرسائل:
استقبال الرسائل: هو جهاز يسمى السجل يتلقى الرسائل الواردة والنسخ عن طريق وضع علامة على النقاط والشرطات على شريط من الورق والسجل أيضاّ ينقل الرسالة المشفرة عن طريق إصدار أصوات النقر.
مزايا وعيوب التلغراف:
1. اتصالات موثوقة:
يتضمن التلغراف مرسلاً وجهاز استقبال وكابلاً بينهما، على عكس إرسال رسالة فإنّ الطريقة الوحيدة لاعتراض رسالة ما هي المرور بعملية مستحيلة تماماً تتمثل في قطع سلك الإرسال وتثبيت التلغراف الكهربائي على الفور ولهذا السبب أصبح التلغراف أداة مهمة في المشهد السياسي في الجيش وفي الأعمال التجارية، مثل التواصل مع العملاء والمعاملات المصرفية.
2. خلق فرص العمل:
إرسال واستقبال التلغراف ليس مثل المهمة البسيطة لكتابة الحروف والنقر على زر لإرسال بريد إلكتروني وغالباً ما يستخدم التلغراف رمزاً طوره صموئيل مورس يستخدم أصواتاً قصيرة وطويلة لتمثيل أحرف أبجدية مختلفة، والمحترفون المتخصصون ضروريون للحفاظ على شبكة التلغراف؛ لهذا السبب خلال ذروة الاتصالات البرقية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان هناك عدد كبير من الوظائف المتاحة للمهنيين المهرة على العكس من ذلك لا تحتاج إلى محترفين لإرسال أو تلقي بريد إلكتروني أو مكالمة هاتفية في الوقت الحاضر.
3. سرعة انتقال بطيئة في القرن الحادي والعشرين:
يعد التلغراف طريقة اتصال بطيئة جداً وفقًا لمعايير القرن الحادي والعشرين حيث استغرقت أول برقية عبر المحيط الأطلسي أرسلتها الملكة فيكتوريا إلى الرئيس بوكانان عام 1858م ما يقرب من 18 ساعة لإرسالها وزادت السرعة خلال العقود التالية ولكن حتى أكثر شبكات التلغراف كفاءة لا يمكنها منافسة سرعة البريد الإلكتروني أو الاتصال الهاتفي بغض النظر عن موقع مرسل البريد الإلكتروني والمتلقي تصل الرسالة دائماً كاملة نصوص وملحقات في غضون ثوانٍ.
4.عدم وجود اللمسة الشخصية:
تعد البرقيات وسيلة فعالة لإرسال المعلومات بسرعة لكنّها تفتقر إلى اللمسة الشخصية وينصب تركيز التلغراف على المعلومات المهمة حيث تعتمد سرعة إرسالها على حجمها، ومع ذلك فإنّ الاتصال الحديث يسمح للمرسلين بالتعبير عن أنفسهم بالطريقة التي يحبونها فإنّ البريد الإلكتروني الطويل ذو البنية المعقدة والجمل الطويلة والمفردات الغنية لا يستغرق سوى ثوانٍ لإرساله ثم لا يتعين عليك التضحية بالسرعة من أجل “الشخصية” والعكس صحيح.