التيجان في العمارة الحمادية

اقرأ في هذا المقال


سمات التيجان في العمارة الحمادية:

تنوعت التيجان في العمارة الحمادية على الرغم من عددها القليل، حيث تنوعت بشكل ملفت للانتباه، فهناك النوع السائد في الفترة القديمة (الكلاسيكية) لما قبل الفترة الإسلامية بالقلعة، والتي بقيت منتشرة في مختلف مناطق العالم الإسلامي، وخاصة في في الأندلس وبعض النماذج التي منها في المسجد الكبير بتلمسان.
هذا النوع من التيجان ازدانت بأوراق الأكانتس المحوّرة، كما أن هناك نوعاً آخر من التيجان الكورنثية الشديدة الصلة بها، وفي غير هذين النمطين تنفرد العمارة الحمادية بتيجان أخرى فريدة من نوعها في عمائر العالم الإسلامي، إن كانت تحمل سمة الفن الإسلامي من حيث الزخرفة.
كذلك تنوعت مواد التيجان، إذ شملت المواد الطبيعية تقريباً من الحجر ورخام الجص والآجر، هذا يتيح لنا التأكد من أن الفنان الحمادي كان نشيطاً في أعماله ودائم التفيكر في ابتكار مواد جديدة دون الاكتفاء بما يرد عليه من تأثيرات خارجية، أضف إلى ذلك أن الفنان الحمادي يبدو أول من استعمل تلوين التيجان الذي سيسود فيما بعد تيجان عمائر غرناطة.

خصائص التيجان في عمارة الحمادية:

هناك نوع من التيجان الرخامية التي تتحلى بالأوراق المحورة، وهو مستدير البدن، نقشت عليه أوراق بارزة محورة ومتدلية إلى الأمام ومن الأعلى، ثم ينتهي التاج بالخطين الحلزونين مع تحوير بسيط من أسفله، كذلك عدم وجود البرعم في وسط الخطين، ويلاحظ في هذا التاج تضاعف الأوراق تحت القرون الملتوية.
كما عثر دي بيلي على فصيلة من هذا التاج في قصر البحر، ولكن هذا التاج من مادة الجص، فقد جاء مهمشاً من أعلاه، كما بقيت صفوف الأوراق الملساء المحورة السفلية، ممّا يجعل إعادة تركيبه أمراً في غاية الصعوبة رغم وجود عدة أمثلة تضارعه، وإن الظن السائد أنها كانت شبيهة بالتاج المرابطي في محراب الجامع الكبير بتلمسان.
وأهم ما للحماديين في مثل هذه التيجان يتمثل في إضافتهم مروحة مضاعفة بما يعرف بالمنط المرئي التعاكسي، تنتهي بلفيفة حلزونية، وإذا كان الحماديون قد لجأوا إلى استعمال التيجان ذات النمط الكلاسيكي، فإنهم قد انفردوا في ابتكار أنواع جديدة من التيجان ذات الصلة بالنمط الكورنثي، لما أضفوا عليها من الزخرفة التجريدة الخالصة.
يتكون التاج من حيث الزخرفة من صفين لأوراق الأكانتس، وضعت أوراق الصف العلوي بين فجوات الصف الأول السفلى، وتمتاز هذه الأوراق بمحاكاة الفنان لروح الطبيعة، من خلال إبراز عروقها وتحديد بتلات الورقة باستحداث الشقوق والثقوب في أطرافها.


شارك المقالة: