وصف جامع الأزهر:
بناه جوهر الصقلي ليكون مدرسة للمذهب الشيعي عام 970 ميلادي، وتم بناؤه في سنتين، حيث أقيمت أول جماعة فيه، وكان وقت إنشائه مكوناً من ثلاث إيوانات حول الصحن، كما ان الشرقي منها مكون من خمسة أورقة، وبكل من الجانبين القبلي والبحري ثلاثة أروقة، كما كان رواق القبلة أكبر أروقة المسجد، ويتألف من خمسة صفوف من العقود المربعة، منها محمولة على عمد من الرخام تيجانها مختلفة الأشكال، في حين أن الصف الخامس هو المشرف على الصحن محمول على أكتاف مستطيلة القطاع.
ويذكر أن أروقة إيوان القبلة كانت تقوم على أعمدة رخامية من طرز مختلفة، وجميع العقود موازية لحائط القبلة ويشطر الإيوان الشرقي مجاز ارتفع سقفه وارتفعت عقوده عن مستوى ارتفاع الإيوان، وهذا تأثر واضح بالمسجد الأموي بدمشق، وهذا هو المجاز الأول بآيات قرآنية بالخط الكوفي، كما حليت واجهات عقوده بالزخارف النباتية المورقة، وفي منتصف الضلع الغربي كان الباب العمومي، حيث تقوم عليه المنارة القديمة، كما كان يغطي طرفي البائكة الأخيرة الشرقية قبتان متماثلتان لم يبق لهما الآن أثر.
ميزات الجامع الأزهر:
فتحت أعلى الجدران شبابيك موجودة في جدران إيوان القبلة، وقد زادت مساحة المسجد على القصور، كما أضيفت إليه أجزاء كثيرة ففي عام 400 هجري جدد الحاكم بأمر الله المسجد تجديداً، حيث لم يبق من أثره سوى بابان من الخشب محفوظ بنفس دار الآثار.
وفي أواخر العصر الفاطمي أضيف للقسم المسقوف من الجامع أربع بوائك، حيث تحيط بالصحن من جهاته الأربع محمولة عقودها على عمد رخامية، حيث تتوسط البائكات الشرقية منها قبة أقيمت عند بدء المجاز القاطع لرواق القبلة، وقد زيُّن بزخارف جصية وقد بقيت كثير من الزخارف الجصية والكتابات الكوفية الأصيلة التي نراها تحيط بعقود المجاز الأوسط، وتحلي خواصرها ثم تحيط بعقد وطاقية المحراب القديم.
وقد قام الأمير علاء الدين الخازندار نقيب الجيوش المملوكي 709 هجري بإلحاق المدرسة الطيبرسية الواقعة على يمين الداخل من باب المزينين، وأهم ما في هذه المدرسة المحراب الرخامي الذي يعد من أجمل المحاريب لتناسب أجزاؤه ودقة صناعته وتجانس ألوان الرخام وتنوع رسوماته وما احتواه من فسيفساء مذهبة، كذلك المدرسة الأقبغاوية على يسار الداخل من الباب.