الجامع ذو القباب المتعددة

اقرأ في هذا المقال


وصف الجامع ذو القباب المتعددة:

يتكون هذا النوع من التخطيط من مساحة مستطيلة أو مربعة تقسم إلى أروقة متقاطعة بواسطة عدد من البائكات، ويختلف من جامع لآخر، وتتكون هذه البائكات من أعمدة أو دعامات تنطلق من فوقها عقود تتجه عمودية على جدار القبلة وأخرى تتجه موازية لذلك الجدار، مما ينتج عنه مجموعة من المربعات الصغيرة يعلو كل مربع منها قبة، وقد تكون جميع هذه القباب المتعددة متساوية وربما لا تكون كذلك.

ويتجلى هذا التخطيط بوضوع مع بعض الاختلافات الطفيفة في نموذج وحيد باق بالقاهرة العثمانية، وهو جامع عابدي بك (بمصر القديمة)، ويتكون تخطيط هذا الجامع حالياً من مساحة مربعة تقريباً، قسمت بواسطة بائكتين إلى ثلاثة أروقة وتتكون كل بائكة من عمودين مستديرين ينطلق من فوقهما اثنا عشر عقداً مدبباً، بواقع ستة عقود تتجه عمودية على جدار القبلة، ومثلها تتجه موازية لذلك الجدار.

وقد نتج عن ذلك تسعة مربعات صغيرة يعلو المربع الأوسط منها فيما بين الأعمدة الأربعة منور، في حين يعلو باقي المربعات قباب، وجميع هذه القباب متساوية ومقامة على مثلثات كروية، باستثناء القبة التي تعلو المربع، أما المحراب فهي أكثر القباب ارتفاعاً، كما أنها مقامة على حطات من المقرنصات المتصاعدة.

خصائص الجامع ذو القباب المتعددة:

هذا ويتضح من أحد المساقط القديمة التي رسمت لهذا الجامع منذ أوائل القرن الحالي أنه كان يسقف هذا الجامع تسع قباب متساوية، وذلك بواقع ثلاث قباب بكل رواق من الأروقة الثلاثة، ويدل ذلك على أن التغطية الحالية قد تعرضت لبعض معالم التغيير وخاصة المنور الذي يعلو المربع الأوسط فيما بين الأعمدة الأربعة، والذي حل محل القبة التي كانت تعلو هذا الموضع، فضلاً عن القبة التي تعلو المربع الذي يتقدم المحراب، فقد كانت في الأصل تماثل القباب الثمان الأخرى، أما الآن فهي أكثر ارتفاعاً من جهة ومقامه على حطات من المقرنصات من جهة ثانية.

ومن الأمثلة الباقية خارج القاهرة: مسجد سيدي محمد المشيد بالنور الذي بني عام 1178 هجري، ومسجد مصطفى بك بنت غزال المعروف بمسجد أبو علي الذي بني عام 117 هجري، ومسجد عبد القادر الجيلاني المعاصر له والقريب منه بالإسكندرية الذي بني عام 184 هجري.


شارك المقالة: