الحجارة في العمارة اليمنية القديمة

اقرأ في هذا المقال


سمات الحجارة في العمارة اليمنية:

وفرت جيولوجية اليمن للمعماري أنواع كثيرة من الحجارة، بحيث أكسبته مهارة وخبرة في مجال البناء وابتكار أساليب مختلفة لتششيد المباني بمختلف وظائفها، وكان أهمها الحجر الجيري والحجر الرملي والبازلت والرخام والمرمر، وهي أهم المواد التي تؤثر في تطوير العمارة.
وقد أدى استخدام تلك النوعية من مواد البناء إلى طول عمر المباني بشكل عام والدينية ومنها المعابد بشكل خاص، بحيث استخدمت لفترات طويلة وكانت تجدد أو تضاف أجزاء جديدة للأجزاء القديمة، ولكن الطراز العام للمبنى ظل باقياً.
وتولد من تراكم الخبرات لدى المعماري اليمني معرفة استخدامات النوعية المختلفة من الحجارة، بحيث استخدمت نوعيات مخصصة للأعمدة والأعتاب وهو الحجر الجيري قليل المسامية، كما استخدمت الصخور البازلتية والجرانيت ككتل في أساسات المباني أو كنواة للجدران المزدوجة التي كانت تغطى بصفائح من الحجارة المنحونة والناعمة لإخفاء واجهاتها غير الجميلة، واستخدم لذلك الغرض الرخام والمرمر.

الحجر الجيري في العمارة اليمنية القديمة:

كان الحجر الجيري بمختلف أنواعه هو مادة البناء الرئيسية التي استخدمت في العمارة بشكل واسع وعلى امتداد النطاق الذي ازدهرت فيه المماليك اليمنية القديمة بسبب تواجده بكثرة، فهو يغطي أكثر من 60% من مساحة اليمن وخاصة محافظات مأرب والجوف وحضرموت وغيرها من المحافظات، فقد استخدم في بناء الجدران وأعتاب السقوف.
كما استخدم الحجر الجيري على نطاق واسع في مملكة معين، حيث أن معظم المباني الدينية والمدنية نفذت من النوع الجيري الجيوراسي، إلى جانب عدد من المباني التي بنيت بالحجر الرملي، كما ظهر استخدامه واضحاً في معبد الإلهة نكرح، المبني داخل مدينة براقش على شكل أعمدة وأعتاب وروافد ضخمة مقطوعة من حجر واحد رصفت به الأرضيات وبينت به الجدران.
ولم تخرج مملكة حضرموت عن هذا الإطار فقد دلت الاكتشافات الأثرية الجديدة في العاصمة شبوة أن الحجر الجيري إلى جانب الحجر الرملي كانا من المواد الرئيسية التي استخدمت في بناء مباني المدينة، وخاصة في بناء الأساسات، حيث كان يجلب بالقرب من المدينة نفسها، كما استخدم في بناء الميناء الرئيسي للمملكة المسمّية قنا على البحر العربي، وخاصة المنطقة المركزية من موقع الميناء.


شارك المقالة: