إن أهم الخصائص المعمارية للمدينة اليمنية القديمة هي التخطيط والتصميم المعماري للمدينة والموقع وتأثيره على شكل المدينة وخصائصها، كذلك نمط المباني السكنية وطريقة توزيعها في المدينة، وكذلك التميز المعماري والعلاقة فيما بينها، حيث تميزت المدينة اليمنية عن غيرها من المدن المعاصرة لها، حيث تطورت وتفاعلت مع الظروف الذي وجدت فيها؛ ممّا اكسبها صفات جعلتها تتميز عن غيرها من المدن.
التخطيط المعماري للمدينة اليمنية القديمة:
إن أهم ما يميز التخطيط الداخلي للمدن اليمنية القديمة هو تداخل مكوناتها وانسجام عناصرها التي تعبر عن إيقاعية لا تخرج عن وحدة متكاملة، تشكلها مبانيها العالية بارتفاعاتها المختلفة التي تعطيها شكلاً مميزاً وظيفياً وبصرياً.
يتكون التخطيط المعماري للمدينة من عدة عناصر أهمها الشوارع، حيث تميزت المدينة بوجود شارع رئيسي طولي أو عرضي، كان يبدأ عند المدخل الرئيسي وينتهي في نهاية المدينة أو عند المدخل المقابل، وكان يوجد أكثر من شارع رئيسي في بعض المدن، وتصب هذه الشوارع في ساحة واسعة يقام فيها السوق الرئيسي، وغالباً كانت هذه الشوارع مبلطة بالأحجار.
تتقاطع مع الشوارع الرئيسية حارات يتم الوصول إليها عبر شبكة من الأزقة الضيقة، وهذه الحارات هي التي تشكل أحياء المدينة المختلفة، حيث يتميز فيها كل حي بخصائص معينة تختلف عن غيرها من الأحياء، وبالنظر إلى مخططات المدن الأخرى يمكننا بسهولة تمييز هذه التي يمكن تطبيقها على أغلب المدن القديمة.
الطرف في تخطيط المدينة اليمنية القديمة:
كما تختلف طرق إنشاء الشوارع الداخلية للمدينة (الأزقة) باختلاف المناطق الجغرافية، فنجدها في المدن الصحرواية تسير في مسارات ثابتة، ويكون الانتقال عمودياً على المسار، حيث تشكل الساحات ذات الأشكال شبه المنظمة التي تقع على المسارات زوايا متعامدة واضحة المدخل، تجعل الطرقات المظللة باستمرار وتوافر التهوية المناسبة، كما كان في مدينة شبوة وقنا وشبام حضرموت.
بينما تمتد الشوارع الداخلية للمدن في مسارات غير منتظمة، وتتغير اتجاهات المسار بشكل فجائي في المدينة وبزوايا مختلفة، كما تأخذ الساحات التي تقع على المسارات أشكالاً مختلفة أيضاً، وهذه الميزة التخطيطية تسمح لجميع الطرقات بالتعرض لأشعة الشمس أطول فترة ممكنة خلال النهار وتوفر تيار هواء مناسباً للمنطقة الباردة، كما تؤمّن العنصر الدفاعي للمدينة كما في مدن مأرب وصنعاء.