وصف الزاوية في عمارة المساجد الليبية

اقرأ في هذا المقال


لقد اعتاد المسلمون عقد اجتماعات دورية، وقد تكون يومية في زاوية من الزوايا أو في عمارة، وبمرور الزمن ومع تطور الأهداف المرغوبة ولأسباب أخرى اتخذت الزوايا أشكالاً مختلفة بحسب المكان والزمان.

وصف الزاوية في المساجد الليبية

إن الزاوية تشمل أساساً على قاعة يلتم فيها الأشخاص لقراءة آيات من الذكر الحكيم وتلاوة الأذكار أو لأداء فروض الصلاة، والزاوية لا يختلف تأثيثها عادة عن تأثيث بيت الصلاة في المسجد، كما أن لها محراباً وغالباً ما تكون لها مئذنة أيضاً، وتتبع القاعة ذاتها جرة للدراسة (الكتاب)، حيث يلقن الأطفال والصبيات الأمور الدينية ويدربون على حفظ القرآن الكريم.

وأحياناً تجهز الزاوية بخلوات لإيواء التلامذة الذين يأتون من المناطق النائية؛ وذلك مجاناً دون مقابل، وإذا كان مؤسس الزاوية أحد المحسنين الأتقياء فإن المجموعة تتكامل بالضريح الذي يضم رفاته.

خصائص الزاوية في العمارة الليبية

ويمكن أن تلحق بالزاوية عناصر أخرى كمخزن لحفظ الأثاث والألواح (التي يكتب عليها التلاميذ الآيات القرآنية) وحجرة لاستقبال أبناء السبيل، وإن كافة المرافق تقع حول فناء مركزي يشبه أحياناً صحون المساجد ذات الطابع التقليدي، كم أن الزاوية في قرى الجنوب الليبي النائية تختلف عن الموجودة في المدن الكبيرة الواقعة على الشريط الساحلي، حيث لا تعدو أن تكون في الغالب عبارة عن حجرة واسعة نوعاً ما تلحق بالمسجد.

لقد ظهرت الزوايا في كل مكان حتى في المناطق الصحراوية على طول طرق القوافل، وعليه فإن شتى أنواع المساعدات والخدمات التي كانت على هذه المؤسسات الخيرية تأمينها للمسافرين والتجار من المؤمنين صارت تتزايد، فأضيفت في بعض الزوايا بإضافة استراحات ومستوصفات وفنادق، وهكذا توسعت الزاوية وأصبحت مجمعاً متبايناً ومترابط الأجزاء وغالباً ما يطوقه سور.

وبنفس الخطى واكبت وظائفها الدينية المجردة أعمال وخدمات ذات صبغة اجتماعية، ولكن مع تطور الإدارة العمومية سواء إبان الاحتلال الإيطالي أو في عهد الاستقلال، اقتصر نشاط هذه الزوايا مجدداً على الميدان الديني فقط بعد أن تولت الدولة تأمين جميع الخدمات الأخرى، وبذلك تكون الزاوية قد جمعت بين الوظائف الدينية والتعلمية والاجتماعية وغيرها من الوظائف التي تطورت مع مرور الوقت.


شارك المقالة: