الزخرفة في معمار المسجد الليبي

اقرأ في هذا المقال


الزخارف الحجرية والرخامية:

إن هناك بعض المساجد التي شيدت في القرن السادس عشر والسابع عشر قد حظيت بعناية زخرفية متمثلة في وجود بعض الزخارف البسيطة، مثل استخدام عنصر الوريدة البارزة في كوشات العقود والتي تصاحبها أحياناً مجموعة أخرى من الوريدات الصغيرة محفورة في الأطر التي تحدد مداخل الجوامع ومداخل بيت الصلاة، وفي بعض الحالات التي يضاف إليها عنصر الهلال الزخرفي المتوج لقمم عقود المداخل، وفي حالات أخرى تكسى كوشات العقود ببلاطات من القاشاني ذات اللون الواحد أو المتعدد الألوان.

وفي أمثلة أخرى تكون زخارف المحاريب انعكاساً لنفس التصميم والزخرفة لمدخل بيت الصلاة الذي يقع على محور واحد مع المحراب، وفي نهاية القرن السابع عشر تكرر عنصر الوريدة المنحوتة ببروز وشغل مساحات أكثر على المداخل، ومن أمثلة ذلك ما نشاهده على مداخل جامع محمد شائب العين بطرابلس، فهو أول مثل من المعمار الديني الذي زود بثمانية مداخل غنية بالزخارف المنحوتة اثنان منها من الرخام والباقية من الحجر الرملي.

هذه المداخل لها تصاميم زخرفية متشابهة تتكون من وريدات وعناصر نباتية، وعادة ما نشاهد أعداداً فريدة من الوريدات المحفورة والبارزة والتي تتراوح بين ثلاث وريدات إلى إحدى عشرة وريدة على كل صنجة من صنجات العقد، وتختلف هذه الوريدات المنحوتة في التصميم والحجم والشكل والعمق والبروز وفي عدد الوريقات (البتلات المكونة لها).

خصائص الزخارف الحجرية والرخامية:

في حالات كثيرة يتوج عنصر الهلال صنجة مفتاح العقد المنحوت نحتاً خفيفاً، وتحوي بعض كوشات العقود من اثنتين إلى ثمان وريدات، في حين أن بعضها تشغلها زخرفة نباتية منحوتة نحتاً خفيفاً وبشكل عام توجد في القسم الأعلى من المدخل فوق مستوى وسادتي عقد المدخل (أي فتحة العقد وما فوقها) عدد من الوريدات مرتبة ترتيباً تماثلياً على غرار الترتيب الزخرفي لفتحة العقد وكوشتي العقد، تتراوح هذه الوريدات من سبع إلى خمسة عشر وريدة.

ومن ضمن المداخل هذا الجامع هناك اثنان لها زخارف نباتية على فتحة العقد، وكذلك كوشتي العقد والتصميم الزخرفي على المدخل المقابل للمحارب نراه منعكساً إلى حد كبير على تصميم وزخرفة المحراب، هذا الغنى الزخرفي على الحجر والرخام لم يعهده معمار المسجد الليبي من قبل.


شارك المقالة: