الزيادة الرابعة للمسجد النبوي

اقرأ في هذا المقال


بقي المسجد النبوي الشريف محتفظاً بعمارته التي تلت تحويل القبلة حتى السنة السابعة من الهجرة، عقب عودة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من خبير، أما الرواية التي تذكر أن رسول الله بني مسجده باللبن بعد أربع سنين، فهي تخالف ما أثبته من استخدام اللبن في عمارة المسجد من أول سنة للهجرة.
ومهما يكن من أمر فليس هناك شك في أن السبب الذي دفع الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى توسعة المسجد هو ضيقه بالمصلين، وكان من الطبيعي أن يزداد المسجد في هذه الفترة من عمر الدعوة الإسلامية التي ازداد أنصارها وكثر الإقبال عليها، لا سيما وأنها قد اتخذت منه من أول يوم مكاناً لعبادتها ومركزاً لقيادتها السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى ما كان يقوم به المسجد من دور في نشر تعاليم الدين الجديد.

عمارة المسجد بعد الزيادة الرابعة:

إن الزيادة في عهده عليه الصلاة والسلام كانت في الجهة الشرقية بمقدار عشرة أذرع أو اسطوانة، وفي الجهة الغربية بمقدار عشرين ذراعاً أو اسطوانتين، أما في الجهة الشمالية فكانت بمقدار أربعين ذراعاً، لذا فإن عرض المسجد من الشرق إلى الغرب كان 100 ذراع، وليس كما يذكر الدكتور أحمد فكري أنه تسعون ذراع لأم جدار المسجد الشرقي كان فيما بين الأساطين اللاصقة بالقبر وبين الأساطين المقابلة لها، أي كان إلى الشرق من اسطوانة الوفود.
وهو ما يتفق مع ما ذكره من أن عائشة (رضي الله عنها) كانت ترجل رأس النبي (صلى الله عليه وسلم) من بيتها وهو في معتكفه على سرير له، يوضع بين الاسطوان التي تجاه القبر وبين القناديل، كما يذكر من السمهودي من أن (المنبر الشريف يكون حينئذ متوسطاً للمسجد إذ يبعد أنه (صلى الله عليه وسلم) لا يتوسط أصحابه ويقف على منبر في طرفهم.
كما ذكرت بعض الروايات أن الأحجار استخدمت في بناء المسجد لرفع أساس جدرانه، ثم وضعت عليها اللبنتان المعترضتان)، وهذا النوع من البناء استخدم في المسجد النبوي الشريف منذ أن استقر الرأي على تسقيفه؛ نظراً لمتانته وقوة تحمله.
أما ارتفاع سقف المسجد فقد بلغ سبعة أذرع أي ما يساوي ثلاثة أمتار ونصف، وهو ارتفاع كبير يتناسب مع عمق ضلتي المسجد اللتين أمكن معرفتها عدد بلاطتها وبوائكهما.


شارك المقالة: