السلامة والصحة المهنية -Occupational Safety and Health

اقرأ في هذا المقال


ما هو مفهوم السلامة والصحة المهنية؟

السلامة والصحة المهنية: هو العلم الذي يهتم بصحة وسلامة الإنسان في بيئة العمل من خلال منع وتقليل المخاطر والحوادث التي تضر بالإنسان وهو مجال يدرس اتجاهات الأمراض والإصابات بين العمال ويقترح ويطبق استراتيجيات وأنظمة للوقاية منها، نطاقه واسع ويشمل مجموعة واسعة من التخصصات من علم السموم وعلم الأوبئة إلى بيئة العمل ومنع العنف.

تاريخياً، كان تركيز جهود الصحة والسلامة المهنية على المهن اليدوية مثل عمال المصانع لكن المجال يشمل الآن جميع المهن بالإضافة إلى ضمان أنّ بيئات العمل (من مواقع البناء إلى مباني المكاتب) لديها احتياطات السّلامة لمنع الإصابات، يعمل خبراء الصحة المهنية أيضاً على الحد من المخاطر قصيرة وطويلة الأجل التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض جسدية أو عقلية الآن أو في المستقبل.

باستثناء العاملين لحسابهم الخاص وأقارب عمال المزارع، يتحمل جميع أصحاب العمل تقريباً سواء في القطاعين العام أو الخاص مسؤولية اجتماعية وقانونية لإنشاء بيئة آمنة وصحية والحفاظ عليها. يسعد البعض بالامتثال لأسباب أخلاقية أو لأنّ الإصابات والأمراض يمكن أن تؤدي إلى فقدان الإنتاجية وزيادة أقساط التأمين الصحي المدعومة من صاحب العمل، من الشائع لأصحاب الأعمال الأكبر حجمًا إنشاء مبادراتهم الخاصة للصحة والسلامة في مكان العمل التي تتجاوز المتطلبات التنظيمية.

تختلف القضايا التي يدرسها وينظمها خبراء الصحة والسلامة المهنية اليوم بشكل كبير حسب المهنة. على سبيل المثال قد تكون التهديدات الجسدية مثل الارتفاعات العالية والآلات الثقيلة مصدر قلق أكبر لعمال البناء، في حين أنّ الصحة العقلية وإصابات الإجهاد المتكررة قد تكون محور بيئات المكاتب.

ما هو الهدف من فريق الصحة والسلامة المهنية في أي منشأة أو مؤسسة؟

الهدف من فريق الصحة والسلامة المهنية هو تصميم وتنفيذ وتقييم برنامج شامل للصحة والسلامة من شأنه الحفاظ على الصحة وتعزيزها وتحسين السلامة وزيادة الإنتاجية وتشكيل مجتمع عامل يعمل بشكل جيد والوقاية من الأمراض المرتبطة بالعمل. غالباً ما تقدّم مثل هذه البرامج نتائج مماثلة لأسر العمال، مع ما ينتج عن ذلك من مزايا مالية ومزايا أخرى للشركة.

ما هي سياسة الصحة والسلامة المهنية للمنشآت والمؤسسات؟

سياسة الصحة والسلامة المهنية للمؤسسة أو المنشأة هي بيان المبادئ والقواعد العامة التي تعمل كدليل للعمل حيث يجب أن تلتزم الإدارة العليا بضمان تنفيذ السياسة دون استثناءات ويجب أن يكون لسياسة الصحة والسلامة نفس الأهمية مثل السياسات الأخرى للمنظمة.

أهم أعضاء فريق الصحة والسلامة المهنية:

أخصائيو الصحة والسلامة المهنية هم الأشخاص الذين تم اعتمادهم من خلال الإجراءات المناسبة لممارسة مهنة تتعلق بالصحة المهنية أو الذين يقدمون خدمات الصحة المهنية وفقاً لأحكام اللوائح ذات الصلة ويتكون هذا الفريق من:

  • ممرضات الصحة المهنية والبيئية.
  • أطباء الطب المهني.
  • علماء الصحة الصناعية.
  • مهنيو السلامة.
  • علماء النفس في الصحة المهنية.
  • خبراء الهندسة البشرية.
  • علماء السموم.
  • علماء الأوبئة.
  • أخصائيي الموارد البشرية.
  • علماء النفس الصناعي.

كيف يمكن القيام بتنفيذ برامج الصحة والسلامة المهنية؟

يوفر برنامج الصحة والسلامة الجيدة مجموعة واضحة من الإرشادات للأنشطة التي إذا تم اتباعها بصرامة ستقلل من الحوادث وحالات الأمراض المهنية. مفتاح النجاح في أي برنامج للصحة والسلامة المهنية هو الطريقة التي يتم بها تنفيذ البرنامج والمحافظة عليه ومن أهم هذه الطرق: توفير الموارد مثل الوقت والمال والموظفين، التأكد من حصول الموظفين على التدريب أو الشهادة كما هو مطلوب، إتاحة جميع معلومات الصحة والسلامة المعمول بها لجميع الموظفين بما في ذلك أداء الصحة والسلامة كجزء من تقييمات أداء الموظفين على جميع المستويات وحضور اجتماعات الصحة والسلامة.

يجب إبلاغ البرنامج لجميع الموظفين ويجب التركيز بشكل خاص على العمال الجدد والمشرفين المعينين حديثًا والأعضاء الجدد في لجنة الصحة والسلامة المشتركة، يجب أن يكون البرنامج موثقاً في مستند مكتوب واحد ومع ذلك إذا تم تطوير كتيبات منفصلة لعناصر مختلفة، مثل إجراءات التحقيق في الحوادث، فيجب الإشارة إلى استخدامها في الوثيقة الرئيسية.

كيفية اتباع إجراءات الصحة والسلامة المهنية في المنشآت والمؤسسات:

  • استخدام معدات الحماية والسلامة الشخصية التي يطلبها صاحب العمل.
  • إتباع إجراءات العمل الآمن.
  • معرفة اللوائح والالتزام بها.
  • الإبلاغ عن أي إصابة عمل تحدث على الفور أو عن أي مرض.
  • الإبلاغ عن الظروف والأعمال غير الآمنة.
  • المشاركة في لجان الصحة والسلامة المشتركة أو كممثل.

الصحة والسلامة المهنية في الصناعات الكيميائية:

الصحة والسلامة المهنية في الصناعات الكيميائية تمر بمرحلة انتقالية مع تطور الصناعات الجديدة والتوسع في الصناعات القائمة وإدخال التكنولوجيا الجديدة تتعرض البيئة بشكل متزايد للمخاطر، وتنشأ المخاطر على صحة الإنسان. تقدر منظمة العمل الدولية أنّ حوالي (200000) حالة وفاة مرتبطة بالعمل تحدث كل عام في جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى ذلك، يقع عدد كبير من العمال ضحايا لحوادث وأمراض مرتبطة بالعمل، في ظل هذه الخلفية، فإنّ المواد الكيميائية شديدة التعقيد التي يتم مواجهتها في بيئة العمل تتطلب يقظة مستمرة من خلال برنامج للصحة المهنية لتوفير أساس علمي للقرارات التي تهدف إلى حماية صحة الإنسان من العواقب السلبية للتعرض لهذه المواد في البيئة المهنية.

أصبحت المواد الكيميائية جزءاً لا غنى عنه في حياة الإنسان، ممّا يدعم الأنشطة والتنمية ويمنع العديد من الأمراض ومكافحتها ويزيد من الإنتاجية الزراعية وعلى الرغم من فوائد المواد الكيميائية فإنّها قد تسبب المواد خاصةً عند إساءة استخدامها آثارًا ضارة على صحة الإنسان والسلامة البيئية وقد يزيد الاستخدام المواد الكيميائية في جميع أنحاء العالم على نطاق واسع من احتمالية حدوث آثار ضارة، ومع التطور الذي نشهده في عصرنا الحالي من المتوقع أن يزداد نمو الصناعات الكيميائية في كل من البلدان النامية والمتقدمة لذلك، فيجب أنّ يتم تقييم وإدارة المخاطر الناجمة عن التعرض للمواد الكيميائية من بين أعلى الأولويات في متابعة مبادئ التنمية المستدامة.

ما هي خطوات تقييم وإدارة المخاطر؟

تقييم المخاطر هو عملية تنطوي على عدة خطوات وهي:

  1. تحديد عامل الخطر ووصف آثاره الصحية (نوع الضرر).
  2. توضيح آاية التأثيرات الضارة (كيفية حدوث الضرر) وتعديل العوامل المميزة أي هل يصبح الضرر أقل أو أكثر بوجود عامل محدد أو غيابه.
  3. معرفة شدة المخاطر على أساس علاقات التعرض.
  4. إجراء الاستقراء على البيئة المهنية لتقييم حجم المشكلة (عدد حالات المرض)، تحتاج هذه العملية إلى جهد متعدد التخصصات يحتل فيه أطباء الصحة المهنية موقعًا مركزيًا. مساهمتهم ضرورية لتحديد الخطر ووصف آلياته وتقدير حجم المخاطر.

يعتمد تقييم المخاطر أيضًا على تخصصات أخرى مثل علم الأوبئة والإحصاءات وعلم السموم والصحة المهنية وبيئة العمل.

كيف يمكن التقليل من مخاطر المواد الكيميائية؟

تختلف الخصائص الكيميائية والفيزيائية والسمية للمواد الكيميائية اختلافاً كبيراً في حين أنّ العديد من هذه المواد ليست خطرة أو ثابتة، فإنّ بعضها يهدد الحياة عند التلامس وبعضها قد يستمر في البيئة ويتراكم في السلسلة الغذائية ويسافر لمسافات طويلة من مكان إطلاقه ويمكن أن يكون ضارًا بصحة الإنسان عند انخفاض تركيزات ويمكن التقليل من جميع هذه المخاطر من خلال:

  • تقليل أو إزالة التعرض للمواد الكيميائية مثل تلوث الهواء المحيط وتلوث الهواء المنزلي (لا سيما من موقد فحم الكوك) والدخان غير المباشر والرصاص.
  • زيادة التحكم في الانبعاثات الصناعية في العديد من البلدان، من خلال تغيير طريقة تعامل الصناعات مع الغبار والبيئات المتربة واستخدام تدابير وقائية من قبل العمال، وكان لجميع التدابير تأثير إيجابي على صحة العمال.
  • الحد من التعرض للتدخين غير المباشر.
  • تدريب جميع الموظفين الجدد بدقة على إجراءات التشغيل القياسية (SOPs)، والتي تغطي مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية.
  • تسمية كل شيء بوضوح من خلال وضع العلامات الصحيحة على جميع الحاويات الكيميائية.
  • تقييم موقع جميع المواد الكيميائية بانتظام، بحيث يتم التأكد من أنّ حاويات المواد الكيميائية لا تقع بالقرب من مواد كيميائية أخرى يمكن أن تتفاعل معها بشكل عكسي.
  • فحص سلامة معدات الطوارئ.
  • النظافة بجانب السلامة حيث يجب الحفاظ على محطات العمل نظيفة ومنظمة لمنع الحوادث ويجب الاحتفاظ بالمواد الكيميائية الزائدة في عبواتها الأصلية لحين الحاجة إليها.
  • الاحتفاظ بمعدات السلامة في أماكن عالية.
  • إبقاء الموظفين بعيداً عن التعرض للمواد الكيميائية لذلك يجب ارتداء معدات السلامة مثل النظارات الواقية، وأجهزة التنفس، والقفازات.

إجراءات السلامة المطلوبة لموقع النفايات الخطرة:

  • التحميل والنقل اليدوي يجب أخذه بالاعتبار.
  • جميع معدات الرفع بما فيها الشناكل والوصلات يجب فحصها بشكل دوري.
  • مستودعات خاصة لأي مواد غير متوافقة مع بقية المواد الأخرى.
  • وجود نظام تصريف جيد لمنع انتشار السوائل الناتجة عن أي تسرب من هذه النفايات.

ما هي الإسعافات الأولية التي يجب اتباعها عند التعرض للمواد الكيميائية؟

إذا حدث إصابة أو تلوث لأحد العاملين فإنّ الأولوية هي معالجته، ثم تطبيق إجراءات الطوارئ ويجب على المصاب أن يتلقى عناية طبية بأسرع وقت ممكن، ومن أهم أشكال التعرض للمواد الكيميائية:

  1. الاستنشاق: عند استنشاق غازات أو أبخرة كيميائية يجب وضع المصاب في مكان جيد التهوية واستخدام وحدة علاج بالأوكسجين.
  2. عند ملامسة الجلد يجب غسل المنطقة المصابة، بوضعها تحت تيّار مائي لمدة لا تقل عن 15 دقيقة وعدم استخدام أي كريمات أو دهانات.
  3. عند إصابة العيون، يجب غسل العين المصابة مباشرة لمدة لا تقل عن 15 دقيقة وأن يحرك المصاب عينه إلى أعلى وأسفل وكذلك إلى الجنب حتى حتى يتم غسل العين خلف الجفون.

شارك المقالة: