خصائص الزخرفة الفاطمية:
اهتم الفنان الفاطمي بزخرفة السطوح بواسطة نقوش تمتلك مجموعة من العناصر المتعددة، وشواء كانت هذه العناصر نباتية وهندسية وآدمية، ومن أقدم هذه النقوش لوح حجري والذي تم العثور عليه في المهدية، حيث إنه يصور أميراً جالساً وفي يده كأس وأمامه فتاه تعزف على مزمار ويبدو الأثر الفارسي عليها، كما تخلى الفنان الفاطمي عن النحت المائل في زخارف الأزهر المتأثرة بالطولونيين وعمارهم السامرائية، والتي تميزت بذلك النوع من النحت، كما اعتنى برسم سيقان النباتات، حيث وجدت أمثلة رائعة من الخط الكوفي المشجر تحت سقف الجامع الأنور.
كما تعد زخارف جامع الصالح طلائع حلقة الاتصال بين الزخرفة الفاطمية والأيوبية -المملوكية الهندية- وتبدو في محراب جامع الجيوشي، حيث غطي سطحه كله بأشكال من التفريعات النباتية والمرواح النخلية المحورة إلى أشكال هندسية، ولعل أثراً فارسياً انتقل من نيسابور، حيث ليس له مثيل في مصر أو المغرب.
كما يعد استخدام المقرنصات في الزخرفة بدلاً من المعمار الوظيفي (تحويل المربع إلى دائرة) ابتكاراً فاطمياً، تبدوا المؤثرات الفارسية والقبطية واضحة في تصاوير السمك والحمام التي تظهر بين الزخراف النباتية، بالإضافة إلى الحيوانات الفارسية الخرافية، كما تعد الفسيفساء في العمارة الفاطمية بتاتاً عدا لوحة في قصر القائم بالمهدية.
لقد تنوعت أشكال الخط الكوفي في الزخارف الفاطمية، حيث أن أغلب النقوش كانت عبارة عن خطوط كوفية نقشت على بلاطات رخامية وحجرية، كما كانت الكتابات عبارة عن آيات قرآنية كتبت بالخط الكوفي، وقد وجدت مثل هذه النقوش في جامع ابن طولون، كذلك وجدت النقوش النباتية في الجوامع والمباني الفاطمية.
التصوير الجداري:
ذكر المؤرخ أحمد بن علي المقريزي وجود مدرسة فاطمية تصويرية مزدهرة، وأن المصورين العراقيين تباروا مع المصريين، ولعل مرده أن العراق هي مقر العباسيين السنة ومصر مقر الفاطميين الشيعة، حيث إن التنافس سياسي تَجسد في تنافس فني- وقد أظهروا جميعاً مهارة التلاعب بتأثير الألوان ويورد المقزيزي في كتابه (ضوء النبراس وأنس الخلاس في أخبار المزوقين من الناس) أنباءاً عن مبادرة فنية أقامها اليازوري وزير الفاطميين بين الفنان العراقي قصير وابن عزيز المصري، كما رسمت الجدارايات بالظلوم (الفريسكو) متأثرة بأسلوب سامراء وتذكر أن ابن عزيز كان عراقي الأصل.
