السور المحدد الرئيسي لنمط المدينة اليمنية

اقرأ في هذا المقال


وصل اليمنيون منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد إلى مستوى رفيع من الإبداع الفني الخلاق، حيث امتاز فنّهم المعماري بطابع خاص، سواء من حيث التخطيط الهندسي للمدن ومنشآتها أو من حيث أسلوب البناء ذاته، ويعتبر الإطار الخارجي للمدينة اليمنية القديمة (السور) هو المحدد الرئيسي لشكلها والأساس المحوري لنمط تخطيطها.
وبنظرة أولية إلى مخططات أسوار المدن التي عملت فيها البعثات الأثرية العاملة في الأراضي اليمينة، نجد أن مهندسي المدن اليمنية القديمة كانوا يضعون مخططاً خاصاً لكل مدينة، ويختلف بحسب طبيعة المنطقة والتضاريس الخاصة بها، أي أن تضاريس المنطقة هي التي تتحكم في وضع ذلك المخطط، حيث أدت التضاريس الطبيعية دوراً كبيراً في تحديد شكل التصميم الهندسي للمدينة ونمطه، كما قام الباحث الدكتور جان فرانسوا بريتون بدراسة بعض المدن بواباتها ووضع عدداً من المقرانات بينها.

لذلك وبحسب هذا العامل ظهر نوعان من المدن في اليمن القديم هما:

المدن المسورة كلياً:

اتسمت المدن المسورة كلياً أو شبه كلي بأنماط هندسية منتظمة، منها مدن ذات أشكال محدبة، كالتي أقيمت على مداخل الوديان الشرقية أو السهول الجنوبية والغربية مثل نقب الهجر، ومدن اتخذت شكلاً مستطيل كالتي أقيمت في المناطق المنبسطة مثل تمنع شبوة، ومدن اتخذت شكلاً مربعاً مثل قرنا ونجران، ومدن أخرى تنتمي إلى التخطيط الهندسي المنتظم نفسه، لكنها دائرية أو بيضاوية الشكل.

المدن المسورة تسويراً جزئياً:

المدن المسورة تسويراً جزئياً أو غير المسورة ليس لها نمط هندسي منتظم، وهذه السمات تميزت بها معظم مدن الهضبة المرتفعة، إذ كانت تبنى الحصون على قمم الجبال وبعيدة نسبياً عن أي تهديد، وتسور فقط تلك الجوانب التي يسهل اختراقها مثل مدن ظفار وسخيم والمعسال، بينما تتوزع بقية المنشئات المدنية على شكل تجمعات غير منتظمة.

تتكون المدينة اليمنية في الغالب من قسمين:

  • المدينة الداخلية: وهي المنطقة المسورة أو المحمية ويضم مخططها بشكل عام: قصر الملك، المعبد، الأحياء السكنية، المنشآت التجارية، المنشآت الخدماتية.
  • ضاحية المدينة: يطلق عليها في النقوش ذخلف، تقع خارج أسوار المدنية على بعد 2-4 كليو متر تقريباً، حيث تبنى المعابد الرئيسية وفي الضواحي تنتشر الحقول الزراعية والمراعي الواسعة.

المصدر: خصائص العمارة اليمنية أشكالها واتجاهات تطورها/تأليف الدكتور محمد بن محمد العلفي/ الطبعة الأولىالفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم/ تأليف منير عبد الجليل العريقي/ الطبعة الأولىالخصائص المعمارية للمدينة اليمنية القديمة واستمراريتها/ تأليف الدكتور أحمد إبراهيم حنشور/ الطبعة الأولى 2011


شارك المقالة: