الصحون في المساكن التجارية:
يعتبر الصحن أو وسط الدار العصب الحيوي والمجال المركزي للمسكن الأصيل، وهو يتوسط الأجزاء الموزعة في المبنى وتتصل به اتصالاً وثيقاً، ويختلف اتصال الصحن بأجزاء المبنى الكبير منه في المبنى البسيط؛ وذلك لأن الصحن في المبنى الصغير يأتي مباشرة بعد السقيفة، بينما في المسكن الكبير فمن المحتمل أن يكون منفصلاً عن السقيفة تماماً، كأن تكون السقيفة مرتبطة مع المستوى الأرضي للقصر في المدينة.
وبين الصحن والغرف وبقية المرافق الأخرى توجد أروقة تقوم بدور المعدل للحرارة من جهة، ومن جهة أخرى بدور الاتصال فيما بينهما، بالإضافة إلى إضفاء طابع الجمال على القصر، كما أن وجود الأروقة حول الصحن لا يعني وجود نوع من المرافق في كل ضلع من أضلاع الأروقة، بل يرتبط حسب تصميم المبنى وبالتالي حسب مهارة البناء، فضلاً عن المستوى الذي بني فيه المبنى، وكذلك يلاحظ عدم التشابه في توزيع أقسام المسكن فيما بينه حول الصحن.
وتختلف مقاسات الصحون تبعاً لحجم كل مبنى، فنجد أضلاع صحن ما أصغر أو أكبر من صحن آخر، كما أن الأروقة المحاطة بالصحن يختلف عرضها من رواق إلى آخر، ولكن التشابه الذي يجمع الصحون كلها هو: التربيع وانخفاض مستواها عن مستوى الأروقة بمقدار سنتمتر في نقطة الانطلاق وثلاثة سنتمتر عند فوهة المجال الذي بأسفل الصحن وتبليطها بالرخام ذي الأضلاع السداسية.
الأروقة في المساكن الجزائرية:
تمتاز أروقة المساكن في الجزائر كلها بعقود منكسرة ذات المركزين، جعلت أوتار من الخشب في وسطها أو عند منبتها، وقد وضعت من أجل إنزال الستائر والفرش، وهي لا تخلو من عمل فني أهمه الحلزونات، وفي وسطها زخرف كأسي مثل الطراز الأول لسامراء، وأعمدة العقود في الأروقة على عدة أنواع، تجملت في نوعين أساسيين: هما أعمدة الرخام بالنسبة للمباني الفخمة وأعمدة الحجر الجيري أو الرملي بالنسبة للمساكن العامة البسيطة، وكلا النوعين يتحليان بالأثر الفني الرائق، قوامها الحلزونات الضيقة أو المسترسلة والمضلعة المترواحة بين السداسية والثمانية.
كما أنها تنتهي بتيجان ذات نمطين مختلفين، فهي في المباني الفخمة من الطراز الكورنثي الإيطالي المتجدد، يحتوي في جبهة التاج شعار الدولة الذي هو الهلال، أما في المباني العامة فالتيجان كأسية الشكل في أركانها لفائف بارزة عن بدن التاج، تنطلق من قاعدة اللفائف ورقة ثلاثية الفصوص صماء، وأحياناً نجد منها تحتوي على أزهار بسيطة تغطي بدن التاج.