الصندوق الأسود في الطائرة

اقرأ في هذا المقال


مسجل الرحلة يعرف باسم الصندوق الأسود، وهو أداة تسجل أداء وحالة الطائرة أثناء الطيران، حيث تطلب الهيئات التنظيمية الحكومية هذه الأجهزة على الطائرات التجارية؛ لتمكين تحليل الحوادث أو غيرها من الأحداث غير العادية.

عدد الصناديق السوداء على الطائرة

تتكون مسجلات الطيران في الواقع من جهازين وظيفيين:

1- مسجل بيانات الرحلة FDR

على الرغم من أنه في بعض الأحيان يتم تجميع هذين الجهازين معًا في وحدة واحدة مدمجة يسجل FDR العديد من المتغيرات، ليس فقط الظروف الأساسية للطائرة مثل السرعة الجوية والارتفاع والعنوان والتسارع الرأسي والميل ولكن مئات من قراءات الأجهزة الفردية والظروف البيئية الداخلية.

2- مسجل صوت قمرة القيادة CVR

يسجل CVR الاتصال اللفظي بين أفراد الطاقم داخل قمرة القيادة للطائرة بالإضافة إلى الإرسال الصوتي عن طريق الراديو، كما أنّ أصوات الطائرات مسموعة في قمرة القيادة يتم التقاطها أيضاً في المُسجل.

مكان الصندوق الأسود على الطائرة ولونه

عادة ما يتم حمل مسجلات الطيران في ذيل (Tail) الطائرة وهو عادة الهيكل الذي يتعرض لأقل تأثير في حالة حدوث تصادم على الرغم من الاسم الشائع للصندوق الأسود، حيث يتم طلاء مسجلات الطيران بلون قرمزي مرئي للغاية يُعرف باسم “البرتقالي الدولي”، وهذا يعني أنّ الصناديق السوداء هي عبارة عن لون برتقالي غامق و واضح جداً، بحيث يكون سهل معرفته لدى أطقم العمل عند حدوث الكوارث التي تبحث عنه في موقع تحطم الطائرة حتى تعطي فرصة أفضل للعثور عليه.

يتم تخزين بيانات الصوت والأداة التي تتم معالجتها بواسطة مسجل الرحلة في تنسيق رقمي على لوحات ذاكرة الحالة الصلبة يتم تخزين ما يصل إلى ساعتين من صوت قمرة القيادة، و(25 ساعة) من بيانات الرحلة وتحل البيانات الجديدة محل البيانات القديمة باستمرار، حيث توجد لوحات الذاكرة داخل صندوق أو أسطوانة تسمى وحدة الذاكرة التي يمكن أن تبقى طويلًا هذا هو المكون الوحيد، والذي يمكن أن ينجو حقًا عند تحطم الطائرة في مسجل الرحلة المكونات الأخرى، مثل (معالج البيانات) ليست ضرورية لاسترجاع البيانات.

يتكون الصندوق الأسود من غلاف ثقيل من الفولاذ المقاوم للصدأ ملفوف داخل طبقات من مادة عازلة ومغطى بغطاء من الألومنيوم، ومن المتوقع أن تنجو وحدة الذاكرة من التأثيرات البالغة 3400 ج أي وحدات تسريع الجاذبية الأرضية، ودرجات حرارة العالية حيث تصل إلى 1100 درجة مئوية أي (2000 درجة فهرنهايت) والضغوط التي تحدث عند ارتفاع 6000 متر أي (20000 قدم)، أمّا تحت الماء وفي حالة وقوع حادث في البحر فإنّ مسجلات الطيران مزودة بجهاز سونار مصمم لإصدار إشارة تحديد بالموجات فوق الصوتية لمدة 30 يومًا على الأقل.

نشأة الصندوق الأسود

نظراً لتزايد حوادث حوادث الطائرات، كان يُعتقد أنّه تم تطوير جهاز يمكنه تقديم معلومات حول أسباب حوادث الطائرات وقد يساعد أيضاً في إنقاذ الطائرات من الحوادث، ومن ثم تم اختراع الصندوق الأسود، حيث توجد مسجلات الطيران بمستويات متفاوتة من التطور منذ بداية الرحلة المأهولة تقريبًا، ويُقال إنّ الأخوين رايت قد ركبا جهازًا على أول نشرة لهما عام 1903م يسجل بعض المعلومات، مثل دوران المروحة والسرعة الجوية.

وقد استخدم تشارلز ليندبيرغ، في رحلته عبر المحيط الأطلسي في عام 1927م، جهازًا بارومتريًا استشعر التغييرات في ضغط الهواء وبالتالي الارتفاع، وسجل هذه التغييرات عن طريق تتبع الخطوط على بكرة دوارة، كما يبلغ ارتفاع CVR التقليدي 16 سم (6.3 بوصة) وعرضه 12.7 سم (5.0 بوصة) وعمق 32 سم (12.6 بوصة) ويزن 4.5 كجم (10 أرطال).

تطور الصندوق الأسود

مع تطور الطيران المدني في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية، أصبح يُنظر إلى مسجلات الطيران “القابلة للبقاء” على أنّها أداة قيمة في تحليل كوارث الطيران، والمساهمة في تصميم طائرات أكثر أمانًا، ومع ذلك فإنّ المسجلات الصالحة للخدمة والتي كانت لديها أي فرصة للنجاة من حوادث تحطم الطائرات لم يتم إنتاجها إلا بعد عدة سنوات من الحرب.

في الولايات المتحدة يُمنح الفضل في أول (FDR) يمكن بقاءه إلى جيمس جيه رايان، وهو مهندس عينه جنرال ميلز في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، حيث استشعر مسجل الطيران VGA من Ryan التغيرات في السرعة (velocity) وقوى الجاذبية (Gravity) والارتفاع (Altitude)، وقام بتسجيل القياسات على شريط متحرك ببطء من رقائق الألومنيوم، كما تم إصداره في عام 1953 وبيعه من قبل شركة General Mills لشركة Lockheed Aircraft Company، حيث تم وضع الجهاز بأكمله في غلاف كروي مطلي باللون الأصفر.

ابتداءً من عام 1958م، طُلب من طائرات ركاب مدنية أكبر حجماً في الولايات المتحدة أن تحمل ملفات (FDR) قابلة للنجاة أو البقاء من الحوادث، وتم إنتاج العديد من الأجهزة الأخرى باستخدام وسائط تسجيل مختلفة من الأشرطة المعدنية إلى الشريط المغناطيسي في النهاية.

حدثت تطورات موازية في أماكن أخرى من العالم حفزت سلسلة من الحوادث الكارثية التي حصلت لطائرات De Havilland Comet النفاثة في عام 1953 العالم دافيد وارن في مختبر أبحاث الطيران الأسترالي (ARL) لتصميم أول (FDR)و(CVR) مجتمعين كانت وسيلة التسجيل لوحدة ذاكرة الطيران (ARL) الخاصة بوارن عبارة عن سلك فولاذي من النوع الذي تم استخدامه بعد ذلك في مسجلات الصوت المغناطيسية.

بعد ذلك حصل عرض توضيحي للجهاز في بريطانيا عام 1958م، قيل إن أحد الصحفيين أعطاه لقب الصندوق الأسود (الاسم الشائع لجميع مسجلات الطيران حتى يومنا هذا)، على الرغم من أنّه مسجل وارن كما أنتج تجاريًا بواسطة (S.Davall & Son) في عام 1960م، حيث تم وضعه في غلاف على شكل بيضة مطلي باللون الأحمر تم تقديم نظريات أخرى حول أصل مصطلح الصندوق الأسود، بما في ذلك المظهر المتفحم لمسجلات الطيران المبكرة التي تم استردادها من حادث تحطم ناري.

تاريخ الصندوق الأسود

خلال الستينيات من القرن الماضي، أصبحت (FDRs) و (CVRs) المحمية من التصادم إلزامية على الطائرات في جميع أنحاء العالم، حيث استخدمت معظم مسجلات الطيران شريطًا مغناطيسيًا، ولكن خلال التسعينيات حدث تقدم كبير مع ظهور أجهزة ذاكرة الحالة الصلبة، حيث تعد لوحات الذاكرة أكثر قابلية للبقاء من شريط التسجيل.

كما يمكن استرداد البيانات المخزنة عليها بسرعة بواسطة جهاز كمبيوتر يحمل البرنامج المناسب، ويمكن إنشاء صورة كاملة للظروف على متن الطائرة خلال الفترة المسجلة، بما في ذلك رسم تخطيطي بالحاسوب لمواقف الطائرة وتحركاتها، حيث يتم نسخ التبادل اللفظي وأصوات قمرة القيادة المسترجعة من بيانات (CVR) إلى المستندات، والتي يتم توفيرها للمحققين جنباً إلى جنب مع التسجيلات الفعلية يتم تنظيم إصدار هذه المواد للجمهور بشكل دقيق.

  • “CVR” وهي اختصار “Cockpit Voice Recorder”
  • “FDR” وهي اختصار “Flight Data Recorder”
  • “ARL”وهي اختصار “Australasian Recycling Label”

شارك المقالة: