اقرأ في هذا المقال
وصف الطراز التقليدي للمساجد العثمانية في أوروبا:
وهو آخر طراز في عمارة المساجد الإسلامية عامة والعثمانية خاصة، وقد اكتملت بذلك الطراز حلقات تلك السلسلة الطويلة من مراحل التطور بما فيها، من تجارب وإضافات وابتكارات التي بدأها المعمار المسلم منذ الفترة المبكرة، مستعيناً في ذلك بتجارب الأمم السابقة في البيئة الإسلامية الجديدة، ثم لم يلبث إلا وأن أخضعها لذاته وعبقريته بتجاربه وإضافاته وابتكاراته العديدة، سواء في مجال التخطيط العام ومفرداته أو مجال طرق الإنشاء ووسائله والعناصر المعمارية والنقوش الزخرفية والكتابية.
كما واصل المعماريون في العصر العثماني مراحل التطور التي ورثوها عن أسلافهم من المعماريين المسلمين في إيران وآسيا الصغرى ومصر والشام والعراق وغير ذلك حتى ارتقوا بها، وبلغت غايتها من التطور والإبداع في مساجد ذلك الطراز الكلاسيكي، وخاصة على يد خوجة معمار سنان كبير المعماريين في البلاط العثماني في النصف الثاني من القرن 10 هجري.
خصائص الطراز التقليدي للمساجد العثمانية في أوروبا:
يتكون هذا الطراز في جوهره من قسمين أساسيين متلازمين معاً، مثل تلازم وجهي العملة، أولهما وأهمهما مغطى، ويمثل المسجد الرئيسي، والثاني مكشوف ويمثل الحرم، وعلى ذلك فإن إضافة الحرم إلى أي من الأنماط يجعلها كلاسيكية الطرز.
وعلى الرغم من أن نظام المجمعات المعمارية التي تقوم بأكثر من وظيفة، كما أنها تخدم أكثر من غرض قد عرفته العمارة الإسلامية في العصر العثماني، وتوجد أروع نماذجها في العمارة السلجوقية والمملوكية، والمجمعات المعمارية في العصر العثماني وهي التي يطلق عليها اصطلاحاً كليات؛ حيث إنها تنفرد عن سابقتها بطابعها المميز وخصوصيتها المتفردة غير المسبوقة، وحسبنا أن نشير هنا إلى أن المسجد كلاسيكي الطراز كان في أغلب الأحيان النواة الرئيسية التي تلتف حولها وتدور في فلكها الوحدات المتعددة لتلك الكليات.
ومن أبدع وأروع نماذج ذلك الطراز بل ومن إبداعات العمارة الإسلامية عامة والعثمانية خاصة تلك المساجد السلطانية الضخمة التي تزال باقية في الجزء الأوروبي من تركيا ولا سيما إستانبوي وأدرنة، أما مساجد الصدور العظام والوزراء وغيرهم، فعلى الرغم من أنها قد صُممت وفق بعض أنماط ذلك الطراز إلا أنها لا تقارن بمثيلاتها من المساجد السلطانية بأية حال من الأحوال، وعلى ذلك فإنها تحت المرتبة الثانية، وكذلك تجدر الإشارة إلى أن نماذج ذلك الطراز في أوروبا العثمانية خارج تركيا تعد قليلة بل نادرة.