الطراز الثالث للمدراس العثمانية في أوروبا

اقرأ في هذا المقال


يعد هذا الطراز من الطرز التي تبناها خوجه معمار سنان ونفذها في بعض مساجده الكلاسيكية الطراز، حيث استغل سنان الأضلاع الثلاثة للحرم وهي: الضلع المواجه للمحراب وكلاً من الضلعين الجانبيين في بناء حجرات الدراسة وقاعة الدراسة خلف الأروقة الثلاثة بتلك الأضلاع، ومن هنا صار الفناء حرماً للمسجد من جهة وصحنا للمدرسة من جهة ثانية، وهو الطراز الذي أطلقنا عليه اسم (الطراز الجامع بين التخطيط التقليدي والمدرسة في العمارة العثمانية).

أمثلة الطراز الثالث للمدراس العثمانية في أوروبا:

من النماذج الباقية في أوروبا العثمانية وهي: مسجد ومدرسة سوكللو محمد باشا في لولى بورغاز، والذي بني في عام 956 هجري ومسجد مدرسة قرة أحمد باشا في إسطنبول ومسجد ومدرسة سنان باشا في بشكطاش في إسطنبول ومسجد ودرسة شريف خليل باشا المعروف بمسجد توبول في شملع ببلغاريا.
أما في مجمع زال محمود باشا في إسطنبول فعلى الرغم من أن المدرسة قد بينت في مواجعة المسجد وعلى محور المحراب وفيما بينهما الفناء المكشوف ذو الشاذوران، فإنه لا يوجد اتصال فيما بنهما على غرار المساجد السابقة، وبالتالي صارت كل وحدة تبدو مستقلة عن الأخرى مع وجود فناء بينهما، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل إن قاعة الدراسة لا تقع على محور المحراب تجاه باب الدخول للمسجد نفسه.
ومما يتصل بالمدارس أيضاً الحركة العلمية ومدى ازدهار المكتبات، والتي كانت تبنى هي الأخرى مستقلة أحياناً وملحقة بالمدارس والمساجد والتكايا والقصور غالباً، حيث كانت تحتوي هذه المكتبات على المخطوطات المتعددة في شتى التخصصات، وهو الأمر الذي يستحق هو الآخر أن تفرد له الدراسات والبحوث التحليلية المتعمقة، ولا سيما وأن مصادر هذه الدراسات وتلك الأبحاث كثيرة ومتوفرة ومن أبرزها المصادر التركية وكتابات الرحالة ووثائق الوقف المختلف عربية كانت أو تركية.
والشيء اللافت للنظر أن تلك المكتبات لم تكن تصمم وفق تخطيط ثابت بل تنوعت تخطيطاتها، ومن أشهر تلك التخطيطات هو التخطيط المركزي، وهو الأمر الذي يؤكد وجهة النظر أن التخطيط في العمارة الإسلامية صالح لتأدية أكثر من وظيفة، وخير أنموذج لتلك المكتبات الباقية هو مكتبة راغب باشا في إسطنبول، وهي عبارة عن قبة وسطى مركزية تحيط به أربعة أقبية متقاطعة وأربعة قباب في الأركان بواقع قبة في كل ركن.


شارك المقالة: