الطراز الثالث من العمائر الجنائزية في أوروبا

اقرأ في هذا المقال


وهو طراز التربة المفتوحة، وجوهر هذا الطراز هو أربعة أعمدة أو دعامات تعلوها أربعة عقود مدببة أو نصف دائرية أو غير ذلك أحياناً، تقوم عليها قبة أو سقف هرمي الشكل أو منسم، أحياناً سقف خشبي، وهذه الأعمدة أو الداعامات، كما أنها تقوم إما على الأرض مباشرة، وإما في أركان مصطبة أو منصة حجرية ترتفع عن سطح الأرض، وتحتوي على المنزل المؤدي إلى جدرة الدفن.

التصميم المعماري للطراز الثالث من العمائر الجنائزية:

يتوسط التربة تكيبة حجرية أو رخامية تكسوها نقوش زخرفية وكتابية في غاية الروعة والإبداع، وأحياناً تترك خالياً أو غفل من هذه وتلك فضلاً عن شواهد القبور، والتي نستطيع من خلال الأشكال المتعددة لأغطية الرؤوس أن نميز الرجل من المرأة من جهة، وأن نحدد الطبقة أو الطائفة التي ينتمي إليها المتوفي من جهة ثانية.
وغالبية ترب ذلك الطراز مفردة أي: ذات أربعة أعمدة أو دعامات فقط والبقية الباقية مزدوجة، أي: ذات ستة أعمدة أو دعامات، وهذه الدعامات قد تكون متعددة الأضلاع، وقد تكون داعامات زاوية على هيئة حرف (L)، وهو الشكل الغالب، أما الأعمدة فقد تكون مستديرة أو مثمنة.
ومما له دلالته في هذا الصدد أن غالبية النماذج المعروفة لدينا حتى الآن توجد في مدن آسيا العثمانية مثل: بورصة وإزنيق وأماسيا والقليل منها في بعض المدن في أوروبا العثمانية، لذلك يجب أن نشير إلى نماذجها الباقية بنمطها الفرد والمزدوج، ومنها تربة لالا شاهين باشا أول حاكم في إيالة الروملي، وبعد دفنه بها نُقلت جثمانه إلى تربته الرائعة في برماستار قرب بورصة.
ومنها تربة إبراهيم باشا فوتجا وفي ترافينك عدة نماذجمها تربة مصطفى باشا، وتربة الصدر الأعظم محسن زاده عبدالله وحافظ جلال الدين باشا وغيرها، وتنفرد تلك التربة بوجود تأثيرات باروكية بها عن طريق فينسيا وأوروبا الوسطى.
أما التربة المفتوحة بمسد الدفترداد بإسطنبول فتعد نموذجاً متميزاً، حيث تكسو بواطن عقودها المدببة الأربعة نوع نادر من الحليات القالبية في العمارة العثمانية، وقد قام الباحث من قبل بدراسة تحليلية، أثبت من خلالها أن ذلك الطراز هو الآخر قد عُرف قبل العصر العثماني بقرون عديدة في الشام ومصر وتونس، لذلك فلا حاجة إلى التكرار.


شارك المقالة: