الطراز الثاني للمدراس العثمانية في أوروبا

اقرأ في هذا المقال


وهو نادر في عمارة المدارس الإسلامية عامة والعثمانية منها خاصة، حيث إنه يجمع بين الشكل المربع من الخارج والمثمن من الداخل، ويمثل ذلك الطراز أنموذجاً وحيداً لم يتكرر في أوروبا العثمانية ولا في غيرها، وهو مدرسة رستم باشا في إسطنبول لمصممها قوجه معمار سنان في عام 957 هجري.

تخطيط الطراز الثاني من المدراس العثمانية:


ويتكون تخطيط هذه المدرسة من صحن مكشوف مثمن الشكل طول ضلعه 18 متر، ويلتف حوله رواق مثمن أيضاً 3.65 وتعلو هذا الرواق قباب صغيرة متساوية تقدر بنحو 24 قبة، ويفتح كل ضلع من أضلاع هذا الرواق الصحن ببائكة ثلاثية العقد، كما يتوسط هذا الصحن شاذروان (فسيقة) وتقع حجرات الطلبة خلف الرواق المثمن ويقدر عددها بنحو 20 حجرة فضلاً عن وجود ست حجرات خلفية في كل من الركنين الجنوبي الغربي والشمالي الغربي للمدرسة وحجرة خلفية الركن الجنوبي الشرقي.
أما الركنان الآخران بالمدرسة فقد أنشئت فيهما بعض مرافق المدرسة وجميع هذه الحجرات تعلوها قباب صغيرة متساوية ويتوسط الضلع الغربي قاعة الدراسة (درس خانه)، وهي عبارة عن مساحة مربعة طول ضلعها 7.75 متر تبرز عن سمت الجدار الغربي للمدرسة، وتعلو هذه الحجرة قبة ضخمة تقوم على منطقة انتقال من الحنايا الركنية المتسعة لكل منها حنية ذيل مقرنص.
وقد شغل المعمار سنان الأركان الأربعة المختلفة عن ذلك الشكل المثمن ببعض الحجرات والمرافق، ووضعت الحجرات الست الركنيين الجنوبي الغربي والشمالي الغربي بواقع ثلاث حجرات بكل ركن، أما المرافق فقد جعلها تلعوها قبة في الركن الجنوبي الشرقي، ومن الواضح أن هذه الحجرة تختلف عن الحجرات الست الخلفية الأخرى في الركنين العلويين مما يشير إلى أن استخدامها كان مختلفاً عنها بل وعن حجرات الدراسة الأخرى.
ومما لا شك أن معالجة الأركان على هذا النحو هي التي أكسبت تلك المدرسة طابعها المميز وشكلها الفريد، وهو الشكل المربع من الخارج والمثمن من الداخل، ويؤيدنا في ذلك تخطيط مدرسة قابي أغاسي في أماسيا عام 894 هجري، تلك المدرسة التي كانت مصدر الوحي الرئيسي والمباشر لتبني قوجه معمار سنان ذلك الطراز والعمل على تطويره والخروج بذلك الشكل المبتكر، وإن النظرة الفاحصة لتخطيط كل من المدرستين تؤكد أن الأولى كانت مصدراً للثانية.


شارك المقالة: