وهو أكثر الطرز شيوعاً وانتشاراً وإبداعاً في العصر العثماني، ولا سيما ترب السلاطين وزوجاتهم والصدور والوزراء من بعدهم، وقد تُبنى تلك الترب مستقلة أو ملحقة أو ضمن المجمعات المعمارية، وجوهر هذا الطراز هو الأشكال المضلعة، وقد تكون سداسية أو سباعية أو مثمنة أو عشرية الأضلاع، ولكن في الغالب هو الشكل المثمن، وقد تبنى بالحجر أو بالرخام، وتكسى بشتى أنواع الزخارف والكسوات الرخامية والخزفية والأشرطة الكتابية.
التصميم المعماري للعمائر الجنائزية في أوروبا:
يتقدم الترب السلطانية غالباً رواق خارجي (سقيفة)، واجهتها ذات عقود ثلاثية أو خمسة عقود أوسطها أوسعها، كما هو الحال في تربة شاهزاده محمد، وتربة زوجة السلطان سليمان القانوني خاصكي حرم، ويستثنى من ذلك تربة السلطان سليمان القانوني، التي تلتف حولها من الخارج بائكة مثمنة ترتفع إلى ما يعادل نصف ارتفاع التربة تقريباً، وتتصل هذه البائكة بالرواق الخارجي الذي يتقدم واجهة التربة الرئيسية، وهو ذو خمسة عقود أوسطها أوسعها.
كما يتم سقف هذه البائكة بسقف مائل، وبعض قباب هذه الترب أيضاً مزدوجة ترتكز الداخلية منها على الأعمدة، بينما تستند الخارجية على الجدران، ومنها تربة مراد الثالث في مدافن أيا صوفيا 1008 هجري وتربة محمد الثالث التي تم الفراغ منها عام 1017 هجري.
ومن الترب المثمنة في الجزء الأوروبي من إسطنبول تربة محمود باشا وتربة دواود باشا في بكطاش وتربة حسرو باشا في يني باغجة وتربة أمير البحر قليج علي باشا في طوبخانة وتربة سوكللو محمد باشا في أيوب، ومن ترب السلاطين المثمنة في أوائل القرن 10 هجري تربة بايزيد الثاني التي أمر في إقامتها ابنه وخليفته سليم الأول عقب وفاته عام 918 هجري، وذلك في الناحية الجنوبية من مسجد إسطنبول، إلى جانب تربة سليم الأول الذي أمر بإقامتها له ابنه وخليفته سليمان القانوي.
ويعلو تلك البائكة في كل ضلع من أضلاع المثمن قمرية، وهي عبارة عن ثلاثة نوافذ متجاورة معقودة بعُقد مدببة والنافذة الوسطى هي أكثرها ارتفاعاً، ويحدد هيئة تلك القمرية عقد مدبب كبير، ويتوج الواجهة صف أفقي من الشرفات يجرى أسفلها إفريز من المقرنصات الدقيقة، كما يكسو هذه التربة وتربة زوجة السلطان القربية منها والمعروفة باسم خاصكى حرم مجموعة من البلاطات الخزفية البديعة.