في الواقع لا يمكن شرح الطراز القوطي في بريطانيا والمعالم المميزة له دون الرجوع إلى الطراز الرومانسك، لأنه مرتبط فيه من الناحية المعمارية، بدأ تطور هذا الطراز في بريطانيا منذ أن بدأت الرومان من الانسحاب من أراضيهم في القرن السادس عشر، ولقد مرت عى هذا الطراز عدت مراحل، وهي:
- المرحلة الأولى من القرن الخامس ميلادي إلى القرن الحادي عشر ميلادي، كانت هذه المرحلة تسمّى بعهد الطراز ذو الفتحات المستطيلة.
- المرحلة الثانية الطراز الإنجليزي المبكّر، امتدت من القرن الثالث عشر ميلادي إلى القرن الرابع عشر ميلادي، تتميز هذه المرحلة بزخرفة الطراز القوطي وبخطوطه الهندسية.
- المرحلة الثالثة الطراز العمودي الرأسي، امتدت من القرن الخامس عشر إلى القرن السادس عشر، تتميز هذه الفترة بالخطوط الرأسية للطراز القوطي.
يصعب شرح تفاصيل كل مرحلة من هذه المراحل؛ وذلك لتشعبها وتداخل العناصر الهامة المكونة للطراز القوطي في كل منها.
العوامل الطبيعية التي ساعدت على نمو الطراز القوطي:
- من الناحية الجغرافية: يُعد موقع بريطانيا كجزيرة في بحر الشمال في مواجهة القارة الأوروبية وسهولة علاقتها مع الدول الأوروبية، يجعلها في مكانة ممتازة بتكوين شخصية خاصة بها وتطور مستمر ينعكس دائماً على حضارتها.
- من الناحية الجيولوجية: تُعد أراضي بريطانية من الأراضي البركانية، غنية بوفرة مواد البناء من أحجار مختلفة الأنواع والرخام والأخشاب، فالجرانيت موجود في الجنوب الغربي للجزيرة، الحجر الرملي موجود في الشمال، غابات خشب منتشرة في أنحاء البلاد، الطمي موجود في وديان الأنهار والتي تستخدم لصناعة الطوب المختلف بأنواعه، فهذه المواد المتوفرة هي التي حددت معالم الطرز المختلفة للمباني والعمارة على مر العصور في بريطانيا.
- من الناحية المناخية: يُعد مناخ إنجلترا شديد المطر والرياح والهواء مشبع بالرطوبة، كما يمتاز بكثرة نزول الثلج والضباب، تُعد أشعة الشمس هناك ضعيفة أو عدم ظهورها في كثير من الأوقات، حيث كان للمناخ أثر كبير على الطبيعة المعمارية فيها، حيث انعكس أثره على التصميمات الإنشائية والمعمارية بمختلف أنواعها، تمت حماية هذه المباني، وذلك من خلال الاهتمام بالمداخل وزيادة مسطحات النوافذ، والأسقف المائلة لضمان سيلان الماء عنها والثلوج، تم استخدام المواد الطبيعية للبناء.
- من الناحية الاجتماعية والتاريخية: صفحات التاريخ البريطاني الاجتماعي مليئة بالتطورات والأحداث الاجتماعية، وكان هذا التطور ينعكس أثره على العمارة والفن.