العقد ذو الوسائد أو المخدات المتلاصقة

اقرأ في هذا المقال


هو عقد مدبب أو نصف دائري شكلت صنجاته على هيئة وسائد أو مخدات متلاصقة، ويشبهها البعض بمجموعة من مجلدات الكتب المرصوصة بجوار بعضها البعض، ويستخدم هذا العقد غالباً في تتويج حجور المداخل وفتحات الأبواب والشبابيك والدخلات، سواء بواجهات العمائر المختلفة أو بالمآذن فضلاً عن بعض الدخلات الغائرة بالأبراج الحربية.

وعلى الرغم من دقة تشكيل هذا العقد وروعة تكوينه وطابعه المميز، إلا أنه لم يستخدم كثيراً في العمارة الإسلامية بصفة عامة، حيث أن أمثلته الباقية تعد قليلة سواء في مصر أو في خارجها.

خصائص العقد ذو الوسائد أو المخدات المتلاصقة:

ما تزال نشأة هذا الشكل من العقود تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة، وقد أشار كريزول إلى أن هذه الظاهرة ترجع إلى أصول سورية، ومن ثم فإن ظهوره في مصر يعد بين التأثيرات السورية التي وقعت على العمائر المصرية.

والواقع أنه يصعب قبول هذا الرأي والأخذ به حتى الآن ويرجع ذلك بطبيعة الحال إلى أن أقدم مثل باقي في العمارة الإسلامية يوجد في مصر ويرجع إلى العصر الفاطمي، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هذا العقد لم ينتشر في بلاد الشام إلا في العصر المملوكي، وترجع أمثلته الباقية هناك إلى فترات متأخرة عن تلك الأمثلة الباقية في مصر، وترجع إلى العصر المملوكي أيضاً.

وهناك رأي آخر يرجع هذا النوع من العقود إلى الصليبيين وقد علق بعض العلماء عن هذا الرأي فذكر أنه افتراء واضح، وقد عرف هذا العقد في العمارة المصرية الإسلامية، وترجع أقدم أمثلته الباقية إلى العصر الفاطمي وبالتحديد إلى سنة 480 هجري، ويتمثل ذلك في باب الفتوح، حيث يوجد في كل من جانبي هذا الباب دخلة غائرة يتوجها عقد من صنجات على هيئة وسائد أو مخدات صغيرة متلاصقة، وهو يعد أقدم مثل باقي في العمارة الإسلامية بصفة عامة وفي العمارة المصرية الإسلامية بصفة خاصة.

وقد انتشر هذا العقد في العصر المملوكي في مصر والشام إلا أن أمثلته في مصر تسبق مثليتها في بلاد الشام، مما يوحي باحتمال أنه من التأثيرات المصرية على العمارة الشامية في ذلك العصر، ويوجد أقدم مثل باقي لهذا العقد في العصر المملوكي في المدخل الرئيسي (المدخل الشمالي الغربي) لجامع الظاهر بيبرس البندقداري.


شارك المقالة: