العمائر الجنائزية العثمانية في أوروبا

اقرأ في هذا المقال


أطلقت على العمائر الجنائزية في الأقطار الإسلامية عدة مصطلحات، غير أن ما يعنينا منها في هذا المقام هو أنه شاع إطلاق لفظ التربة عليها خلال العصر العثماني، كما أطلق على شواهد القبور مصطلح باشلق أو نيشان، ونستطيع أن نحصر تخطيطات الترب الباقية في أوروبا العثمانية في ثلاثة طرز.

الطراز الأول للعمائر الجنائزية في أوروبا:

وهو الطراز التقليدي لعمارة الترب والمدافن الإسلامية، ويتكون هذا الطراز في جوهره من مساحة مربعة تعلوها القبة التي تقوم على منطقة انتقال من الحنايا الركنية والمثلثات الكروية والمقرنصات والمثلثات التركية، ويعد أقدم الطرز في العمائر الجنائزية وأحياناً يتقدم هذه لترب رواق خارجي (سقيفة)، قد تبنى هذه الترب مستقلة أو ملحقة بغيرها من العمائر كالمساجد والمدارس والخوانيق والزوايا بل والمنازل أيضاً، ولا سيما في خلال العصر العثماني.
وبصفة عامة يمكن القول إن هذا الطراز لم يكن له الذيوع والانتشار خلال العصر العثماني ولاسيما في آسيا وأوروبا العثمانية، فإن النماذج الباقية منه تكاد تكون قليلة بل نادرة أحياناً، ومنها تربة كل من ناجي حاجي سطلان في بورصة وبايزيد في بورصة وتربة حمزة بك الملحقة بمسجد بورصة أيضاً.
ومنها التربة الكبيرة ضمن مجمع السلطان أحمد في إسطنبول 1029 هجري، وهي عبارة عن مساحة مربعة، تعلوها قبة مرتفعة فوق رقبة خالية من النوافذ، وتمتد بطول واجهتها بائكة ثلاثية العقد، وقد دفن بها ستة وثلاثون شخصاً من بينهم السلطان عثمان الثاني والسطان مراد الرباع فضلاً عن السلطان أحمد الأول وزوجته وغيرهم.
وأهم ما يلفت النظر فيها الكسوات الرخامية والزخرفية والأشرطة الكتابية القرآنية ذات الأرضية الزرقاء، كما أن بابها مطعم بالصدف، وتعد تلك التربة استثناء لترب السلاطين في إسطنبول التي بنيت كلها وفق الطراز الثاني، وخارج تركيا توجد في ألبانيا بضعة نماذج منها تربة حاجى حمزة في كوريا أواخر 12 هجري، وتربة مصطفى بابا دولما في كوريا، والأولى عبارة عن مربع طول ضلعه 10 متر، والثاني أصغر، إذا يبلغ طول ضلع المربع 7.20 ورقبة القبة مثمنة في كليهما، وقد أرخ كيل التربة الثانية بعقد السبعينات من القرن، والثالثة تربة حاجي حمزة بك في شقودر وجددت القبة في عام 1226 هجري والذي استدل من النقش الكتابي المؤرخ.


شارك المقالة: